عشر من بناء أسطول ضخم سحق به أسطول البرتغاليين واستولى على بعض شواطئ أفريقيا وجزر المحيط الهندى وبعض شواطئ الهند.
والبحرين شديدة الخصب، وهى كثيرة العيون والفواكه والنخيل وبها من التمور أنواع لا تحصى ومن زروعها الحنطة والأرزّ، وكان يرد إلى موانيها وجزرها كثير من المراكب من الهند محملة بالعروض التجارية. وأخبار كثيرة تصور ما كان فيها من رواج وانتعاش اقتصادى، من ذلك ما يروى من أن تجارا غرقت سفينتهم بين جزيرة أوال (البحرين الحالية) والقطيف، وسقط فى الخليج كل ما كان معهم، وعلم بذلك أمير البحرين العيونى الفضل بن عبد الله (٥٠٠ - ٥٠٧ هـ) فتقدم إليهم أن يكتب كل تاجر ما كان يحمله وقيمته نقدا، وأعطى كلا منهم ما فقده كاملا، وكان بينهم جوهرى، قال إنه كان يحمل عقودا من اللؤلؤ قيمتها مائة ألف، فأعطاها له. وهى مأثرة جليلة وتدل على حال الإمارة حينئذ، وأنها كانت فى يسر. ولم يكن مثل هذه المأثرة خاصا بأمير البحرين وحده، بل كانت تشمل حكام مدنها، ويروى أنه فى عهد أميرها غرير الذى تولى إمارتها سنة ٥٢٥ أصابت أهل الأحساء سنة مجدبة، فأمر حاكمها على بن عبد الله العيونى بفتح خزائن الغلال والتمر وأن يأخذ منها الناس كل حسب حاجته، وأمر بحطّ الزكاة والضرائب عنهم، وما زال يوالى فتح خزائنه لهم حتى دارت السنة وأخصبت ديارهم. وكان يحكم القطيف فى نفس الفترة أبو الحسن بن عبد الله بن على، فلجأ إليه سبعون فارسا من قبيلة عبد القيس، فأكرمهم، وأمر لكل منهم بدار وما يلزمها من أمتعة وخدم، سوى إقطاعات مختلفة.
وفى كل البلدان السالفة كانوا يفتنّون فى المطاعم ويكثرون فيها من التوابل وامتازت جميعا بكثرة الأسماك، ويكثر السردين فى حضر موت، ووراءه فى شواطئ الشحر واليمن وعمان والبحرين أنواع سمك لا تكاد تحصى، ويكثر فى الخليج الآمور (الوقار) والرّبيان (الجنبرى). وكانت المرأة تتفنن فى زينتها وثيابها وفيما تتخذ من حلى. وكانوا يحتفلون احتفالات كبيرة بعيدى الفطر والأضحى. وكان الغناء منتشرا وخاصة فى اليمن كما أسلفنا، وكانوا يخرجون للصيد والطرد فى الصحراء من حولهم فرادى وجماعات.