للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة ٥٩٨ وللإمام المهدى أحمد بن الحسين المتوفى سنة ٦٥٦ وللإمام المنصور بالله الحسن بن بدر الدين المتوفى سنة ٦٧٠. وعلى هذا النحو شارك كثير من أئمة الزيدية باليمن فى النهضة العلمية. ويشتهر الإمام شرف الدين يحيى المتوفى سنة ٩٦٥ بإنشائه المساجد المعروفة بالمدارس فى صنعاء وذمار وكوكبان. ومرّ بنا أن الإمارة الزيدية اتسعت فى العصر العثمانى وشملت صنعاء وغيرها من المدن، وقد بثوا فيها بقوة الدعوة الزيدية وكتبهم وكتب أنصارهم من الفقهاء والعلماء الزيديين.

ويلقانا فى حضرموت كثير من العلماء النابهين، وهم منبثون فى كتب التراجم، ولهم دلالتهم على ما كان وراءهم من حركة علمية، وفى كتاب طبقات فقهاء اليمن وكذلك فى كتاب العقد الثمين فقهاء ومحدثون وقراء حضرميون كثيرون استوطنوا اليمن أو جاوروا فى مكة. وفى كتاب تاريخ الشعراء الحضرميين وكتاب صفحات من التاريخ الحضرمى ما يصور من بعض الوجوه النشاط العلمى وازدهاره بحضرموت ومدنها: تريم وغير تريم.

وكانت عمان من قديم مركزا لحركة علمية نشطة، يدل على ذلك من بعض الوجوه أن ابن دريد أكبر علماء اللغة فى عصره أزدى عمانى وقد أمضى بعمان فترة طويلة من حياته كان لها أكبر الأثر فى تكوينه اللغوى، ومن آثارها فى معجمه «الجمهرة» أنه يحمل كثيرا من لغة الأزد العثمانيين وخصائص لهجتهم، ومعروف أنه توفى قبيل هذا العصر مباشرة ببغداد سنة ٣٢٤. وشهرة عمان العلمية فى القرن الرابع الهجرى هى التى جعلت أبا سعيد السيرافى، كما قال الرواة، يخرج من بلدته سيراف فى طلب العلم إلى عمان، ويتفقه بها ويتعلم العربية، ثم يدخل بغداد بعد ذلك، ويروى أنه تتلمذ لابن دريد. وقد عنى حكام عمان من بنى مكرم وخلفائهم من بنى نبهان بالحركة العلمية والأدبية بديارهم، فكثر فى عمان الأدباء والعلماء والشعراء. وكان للخوارج فى عاصمتهم نزوى ثم فى عمان حين استولوا عليها نهائيا فى العصور المتأخرة نشاطهم الخاص فى مذهبهم الإباضى والتأليف فيه مع العناية بالعربية.

ومنطقة البحرين هى منطقة قبائل عبد القيس وتميم قديما، وكانت تقام بها أسواق للأدب مثل سوق هجر وسوق دارين، وأنجبت عبد القيس فى الجاهلية والعصر الإسلامى غير شاعر وخطيب، وأشاد بخطبائها الجاحظ فى كتابه البيان والتبيين ونوّه بهم طويلا. ونشعر حين استولى القرامطة على البحرين بخمود الحركة العلمية فيها، غير أنها أخذت تنتعش سريعا فى زمن العيونيين وبنى عصفور وبنى جبر، فكان يقوم على الدراسات العلمية الدينية ودراسات العربية علماء وقفوا أنفسهم على تلقين الشريعة والعلوم اللغوية للناشئة وتفقيه

<<  <  ج: ص:  >  >>