للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الطلاء وتلك المسحة فإنهم لا يخرجون عن كونهم شعراء، وإن لم يكونوا من المجيدين غالبا».

ولعل السيد السقاف بالغ فى حكمه حين جعله عاما، ومما لا ريب فيه أن بين من ترجم لهم شعراء نابهين يمكن أن يعدّوا فى رتبة المجيدين، مثل أبى بكر العيدروس وعبد الرحمن بن مصطفى العيدروس المتصوفين، ومثل عبد الصمد بن عبد الله باكثير وهو يعد من الشعراء الممتازين فى الجزيرة العربية لهذا العصر بعامة وسنترجم له بين شعراء المديح. ولم يترجم السيد عبد الله السقاف لأحد من شعراء المذهب الإباضى الخارجى فى حضرموت، ومن أهمهم أبو إسحق الهمدانى وسنترجم له فى الحديث عن شعراء الإباضية.

ولم يكن للشعر فى عمان هذا النشاط جميعه الذى رأيناه فى حضرموت، ولكن لا ريب فى أن الشعراء كانوا كثيرين فى هذا الإقليم كثرتهم فى الأقاليم الأخرى، وممن يلقانا منهم فى النصف الأول من القرن الخامس الهجرى أبو على أبزون المجوسى الملقب بالكافى العمانى، وقد ترجم له الباخرزى فى دمية القصر (١)، وأنشد طائفة جيدة من شعره، ويذكر من ترجمته عن الفارسية قوله:

وصحراء ردّتها الظّباء حفائرا ... بأظلافها أحبب بها من حفائر

فهبّت رياح للصّبا فملأنها ... بمسك فعادت نزهة للنواظر

وقد عنى نور الدين السالمى فى كتابه تحفة الأعيان بسيرة أهل عمان بعرض نماذج من أشعارهم على مر الحقب، وخاصة الحقب الأخيرة من هذا العصر. وكان للخوارج فى نزوى شعراؤهم وأيضا للدول السّنّيّة حين كانت قائمة فى عمان ومسقط شعراؤهم، فقد شجع بنو مكرم وبنو نبهان الذين خلفوهم الشعراء، واشتهر للأخيرين شاعر عنى بمدحهم هو أحمد بن سعيد الخروصى الستالى وسنترجم له بين شعراء المديح واشتهر من الأسرة نفسها بأخرة من زمنها شاعر هو سليمان النبهانى، وسنترجم له بين شعراء الفخر، ومن شعراء الخوارج الحبسى شاعر الأمير سيف بن سلطان الإباضى (١١٠٤ - ١١٢٣) ومن الشعراء بين الأئمة الإباضية المتأخرين بلعرب بن سلطان الذى خلف الإمام السابق، ومن شعره (٢):

ولما بلوت الناس لم أر صاحبا ... أخا ثقة فى النائبات العظائم

وتحولت مقاليد الحكم إلى أسرة البوسعيديين إذ خلّصوها من أيدى اليعاربة سنة ١١٥٤ هـ‍ وظلوا فى دست الحكم إلى اليوم، ومن أهم أئمتهم سعيد بن سلطان، وكان شاعرا مجيدا، وله يتغزل (٣):


(١) دمية القصر ١/ ٩٨.
(٢) تحفة الأعيان (طبع مطبعة الشباب) بعناية إبراهيم إطفيش الجزائرى ٢/ ٩٣.
(٣) التحفة ٢/ ١٦٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>