للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لواؤها مرفوعا على اليمن من سنة ٦٢٦ إلى سنة ٨٥٨ وقد أرخ على بن الحسن الخزرجى تاريخا بديعا لهذه الدولة من منئشئها إلى سنة ٨٠٣ وهى السنة التى توفى فيها السلطان الأشرف، وتاريخه فى مجلدين، وهو كما قلنا فى غير هذا الموضع تاريخ حضارى وسياسى وأدبى، إذ عنى بوصف احتفالات الرسوليين وبأحداثهم ووقائعهم الحربية وما نظم فيها من أشعار، ويذكر مع كل سلطان شعراءه وتهنئتهم له بالجلوس على أريكة الحكم وبالأعياد الإسلامية وبانتصاراته على أعدائه، فعمر بن على بن رسول الذى تلقب بالملك المنصور معه شاعره محمد بن حمير الذى لم يكن يترك مناسبة إلا ويقدم له فيها مدائحه، ومع ابنه المظفر شعراؤه: ابن حمير وابن هتيمل وأضرابهما، وبالمثل من خلفهما من السلاطين. ويلقانا بعد الخزرجى وكتابه العقود اللؤلؤية فى تاريخ الدولة الرسولية ابن الدّيبع وكتابه قرة العيون، وفيه حديث مفصل عن دولة آل طاهر وشعرائهم، وقد ظلت من سنة ٨٥٨ إلى سنة ٩٢٢ وكان زوالها على يد الجراكسة جنود قانصوه الغورى، على نحو ما مرّ بنا فى الفصل الأول، فقد نازلوا آخر سلاطينها عامرا وقتلوه وقتلوا أخاه، وفى رثائهما يقول عبد الرحمن الدّيبع:

أخلاّى ضاع الدّين من بعد عامر ... وبعد أخيه أعدل الناس بالناس

وينزلها العثمانيون سنة ٩٤٥ ويظلون بها نحو قرن. وتتحول اليمن إلى الرّسّيين أصحاب صعدة، وينزلها العثمانيون ثانية سنة ١٢٦٥ هـ‍/١٨٤٩ م ويظلون بها حتى سنة ١٣٣٦ هـ‍/ ١٩١٧ م. وكل المصادر العامة التى ذكرناها للشعراء فى الحجاز تفرد فصولا طويلة لشعراء اليمن، ومرّ بنا ذكر كتاب «نسمة السحر فيمن تشيع وشعر» وهو كتاب نفيس غير أنه لم يطبع. ومن الكتب التى تحمل معلومات قيمة عن الشعر والشعراء فى اليمن كتاب سلافة العصر لابن معصوم وكتاب نفحة الريحانة للمحبى وكتاب البدر الطالع للشوكانى وكتاب نشر العرف لنبلاء اليمن بعد الألف حتى سنة ١٣٧٥ هـ‍/١٩٥٥ م لابن زبارة الصنعانى وكتاب المخلاف السليمانى لمحمد بن أحمد العقيلى، وشعر الغناء الصنعانى لمحمد عبده غانم، غير الدواوين المطبوعة مثل ديوان ابن هتيمل وديوان البرعى وديوان مدائح إلهية لمحمد بن إبراهيم الوزير وديوان الأمير الصنعانى محمد بن إسماعيل.

ولحضرموت نشاط شعرى غزير. وقد استطاع السيد عبد الله السقاف أن يؤلف كتابا من ثلاثة أجزاء فى تاريخ الشعراء الحضرميين، وهو يشتمل من شعراء هذا العصر الذى نؤرخ له على نحو مائة وعشرين شاعرا، ويقول فى مقدمته: «لا أكتم أن شعراء حضرموت ليسوا فى رتبة المجيدين من الشعراء ولا المفلقين. . ولما كانت حضرموت تسودها الروح الصوفية والنزعة الفقهية فإنك ترى على شعرهم طلاء صوفيا ومسحة فقهية، ومع هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>