للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللمقتفى (١) (٥٣٢ - ٥٥٥ هـ‍) الفضل فى عودة صولجان الحكم إلى أيدى الخلفاء العباسيين. وظلوا قابضين عليه حتى الغزو المغولى أو التتارى سنة ٦٥٦ وكان المتقى عالما أدبيا دمث الأخلاق.

وخلفه ابنه المستنجد (٥٥٥ - ٥٦٦ هـ‍) وكان عادلا محبوبا فى الرعية أزال المظالم والمكوس. وولى الخلافة بعده ابنه المستضئ (٥٦٦ - ٥٧٥ هـ‍) وكان حسن السيرة أسقط المكوس والضرائب فى أيام خلافته. وفى أيامه أعاد صلاح الدين الخطبة باسمه فى مصر والثغور الشامية، وانقطعت دولة الفاطميين من مصر وأعمالها، وبذلك عاد للأمة اجتماعها على خليفة واحد. وخلفه ابنه الناصر (٥٧٥ - ٦٢٢ هـ‍) وفى عهده سحق صلاح الدين الصليبيين فى الشام واستولى منهم على بيت المقدس وغيره من البلدان والحصون. واستطاع عبد الجبار البغدادى فى أيامه أن يحوّل جماعة الفتاك الذين كانوا يرهبون الناس فى بغداد وينهبون الأموال إلى جماعة كبيرة للفتوة والبسالة، واتخذ لهم سراويل مخصوصة، وبذلك أحالهم إلى جماعة حربية، واستنفر فئات منهم كثيرة لجهاد الصليبيين فى الشام مع الأيوبيين، ورعى الناصر الجماعة خير رعاية، وانضم إليها ولبس سراويلها، وأرسل بها إلى ولاته كى يلبسوها ويصبحوا من فتيان الأمة المجاهدين.

وممن أرسلها إليهم الملك العادل أخو صلاح الدين وأبناؤه، فلبسوها، ولبسها شهاب الدين صاحب غزنه والهند.

ويتولى الخلافة بعد الناصر ابنه الظاهر، ولا يدور العام حتى يتوفى، ويخلفه ابنه المستنصر (٦٢٣ - ٦٤٠ هـ‍) وكان شغوفا بالعلم فأسس مدرسته المستنصرية المشهورة. ونشر السنن وكفّ الفتن. وأخذ سيل المغول أو التتار يتعاظم فى عهده ويكتسح خوارزم وإيران وتمتد بعض سيوله إلى ديار بكر والجزيرة. وولى الخلافة بعده ابنه المستعصم (٦٤٠ - ٦٥٦ هـ‍) وكان ضعيفا جاهلا بتدبير الملك، استوزر مؤيد الدين بن العلقمى، وكان رافضيا حريصا على زوال الدولة، فكاتب هولاكو وأرسل إليه أخاه وغلامه، وسهّل عليه فتح العراق وأخذ بغداد.

وسارع هولاكو، وهاجم بغداد، ولقيه العسكر والبغداديون على مرحلتين من بغداد،


(١) انظر فى المقتفى والخلفاء العباسيين التالين تاريخ ابن الأثير وابن طباطبا وابن تغرى بردى وابن خلدون والبداية والنهاية لابن كثير والعبر فى خبر من غبر للذهبى (طبع الكويت) وخلاصة الذهب المسبوك للإربلى (طبع بغداد) ومآثر الإنافة فى معالم الخلافة للقلقشندى وتاريخ الخلفاء للسيوطى (طبع القاهرة) وجامع التواريخ لرشيد الدين الهمدانى ترجمه إلى العربية محمد صادق نشأت ومحمد موسى هنداوى وفؤاد عبد المعطى الصياد (طبع القاهرة) وتاريخ العراق فى العصر العباسى الأخير للدكتور بدرى محمد فهد (طبع بغداد).

<<  <  ج: ص:  >  >>