فى القرن الثامن الهجرى وما بعده فرقتان اشتهرتا، هما النّقشبندية، وقد رعاها تيمور لنك فى دولته، والبكطاشية، وقد نشأت فى جو الشيعة الإمامية، بدلالة تقديسها للأئمة العلويين، وهى تعتنق إلى حد ما نظرية الحلول، ويقال إن بعض معتنقيها لم يكونوا يهتمون بالشعائر الدينية، ولكن مما لا شك فيه أنها كانت طريقة صوفية تقوم على التقشف، واشتهر عنها تقديس الأولياء.
وفرق صوفية كثيرة أو قل طرق صوفية كثيرة أخذت تتفرع عن الرفاعية والقادرية بجانب طرق جديدة نشأت بدورها، وكان لهذه الطرق وأتباعها من الدراويش السائحين أو الجوالين أثر بعيد فى نشر الإسلام بشرقى إفريقيا وغربيها ووسطها، وأيضا بالهند والملايو وجزر الهند الشرقية، وكان لهم دور عظيم فى أن تظل للعالم الإسلامى وحدته على الرغم من توزعه بين دول شتى، وكذلك كان لهم دور عظيم فى بث الروح الدينية فى نفوس العامة على مر الحقب حتى اليوم.