للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بشرح الشنتمرى، وأتبعها بتسع عشرة قصيدة ومقطوعة من رواية الطوسى وهى رواية كوفية، ويلى ذلك زيادات من هذه الرواية نصّ الطوسى على انتحالها، وتقع فى ٣٢ قصيدة ومقطوعة. ثم زيادات من نسخ السكرى وابن النحاس المصرى وأبى سهل عن بعض الكوفيين. وبذلك تبلغ قصائد الديوان ومقطوعاته مائة. وقد ألحق بها أبو الفضل تخريجا دقيقا. وإذا أخذنا نبحث فى هذه الروايات لاحظنا توّا أن أعلاها فى الثقة رواية الشنتمرى عن الأصمعى، فهى موصولة السند، وقد تلاها زيادات من روايات كوفية، وبمجرد النظر فى تخريجها نجد كثيرا منها شك فيه الرواة، ومعنى ذلك أن هذه الزيادات ليست وثيقة، ولا يصح الأخذ بمضمونها والاعتماد عليها، ومثلها الزيادات الأخرى عن السكرى وابن النحاس وأبى سهل.

وإذن فالرواية التى ينبغى أن نناقش الديوان ونفحصه على أساسها هى رواية الأصمعى، وقبل مناقشتها ينبغى أن نلاحظ الشّبه العامة التى تحوم حول شعر امرئ القيس، ولعل أهمها ما جاء على لسان الأصمعى نفسه إذ روى عنه أنه كان يقول: «كل شئ فى أيدينا من شعر امرئ القيس فهو عن حماد الراوية إلا نتفا سمعناها من الأعراب وأبى عمرو بن العلاء» (١) وحماد فى أشعاره يقابل ابن الكلبى فى أخباره فأكثرها من منحوله. وفى الموشّح للمرزبانى: «يقال إن كثيرا من شعر امرئ القيس لصعاليك كانوا معه، وعن الرياشى يقال إن كثيرا من شعر امرئ القيس ليس له، وإنما هو لفتيان كانوا يكونون معه مثل عمرو بن قميئة وغيره» (٢).

ولا بد أن نضيف إلى ذلك قدم عهد امرئ القيس، فقد بعدت الرواية بينه وبين عصور التدوين، وقد أديل من قومه، ولم يعد لهم شأن منذ زوال دولة آبائه. ولا بد أن نضيف أيضا أنه كان فى العصر الجاهلى كثير من الشعراء الذين تسموا باسم امرئ القيس، حتى يقال إنهم بلغوا ستة عشر، وقد تداخل شعرهم فى شعره. وينبغى أن لا ننسى أبدا أن رواية الأصمعى بشهادته غير وثيقة، لما دخلها من رواية حماد.

وأمامنا الرواة الآخرون غير الأصمعى يلاحظون كثرة ما دخل من انتحال فى شعر امرئ القيس حتى لنرى الطوسى يفرد لذلك فصلين فى نسخته، فصل يذكر فيه القديم المنحول، وفصل يفرده للمستحدث المصنوع.


(١) مراتب النحويين ص ٧٢.
(٢) الموشح ص ٣٤ وانظر ابن سلام ص ١٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>