للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدين محمد سبط الماردينى (١) المتوفى سنة ٨٩١ وله كتب مختلفة فى الحساب والهندسة.

وتأخذ المعرفة بعلوم الأوائل فى الضعف مع الحقبة العثمانية إذ لم تعد هناك عناية بها ولا رعاية لها.

ولابد أن نقف قليلا عند مصنفاتهم فى السياسة على هدى كتابات أفلاطون وأرسطو وما ترجمه ابن المقفع عن الفارسية هو وغيره من آداب الحكم والسياسة، وقد افتتح ابن قتيبة كتابه عيون الأخبار بباب طويل عن السلطان والسياسة والحكم، وتناول هذا الموضوع كثيرون بعده مثل الوزير المغربى أبى القاسم الحسين بن على المتوفى سنة ٤١٨ فإنه ألف فى السياسة رسالة طريفة. ومن خير الكتب التى ألفت فى هذا الموضوع كتاب الأحكام السلطانية للماوردى (٢) أبى الحسن على بن محمد البصرى البغدادى المتوفى سنة ٤٥٠ للهجرة، وكان فقيها شافعيا، وتولى القضاء فى بلدان كثيرة بالعراق، وهو فى كتابه يصل بين السياسة والمسائل الشرعية فى النظم الإسلامية، وبذلك يصبح الكتاب فى سياسة الحكم الإسلامى، وهو يستهله بالحديث عن إمامة المسلمين ثم يتحدث عن تقليد الوزارة وقيادة الجيوش المجاهدة فى سبيل الله، ويتحدث عن ولاية القضاء والمظالم والولاية على الصلاة والحج والصدقات وأحكام الفئ والغنيمة والجزية والخراج وأحكام الإقطاع والدواوين وبيت المال.

وقد نشط العراقيون لهذا العصر فى الكتابات الجغرافية، وأول من يلقانا منهم أبو إسحاق الفارسى الإصطخرى (٣) الكرخى المتوفى حوالى منتصف القرن الرابع الهجرى، ويبدو أنه عاش طويلا فى بغداد، كما يدل على ذلك لقبه الكرخى، وله كتاب جغرافى سماه «المسالك والممالك» تحدث فيه عن مملكة الإسلام وصور أقاليم الأرض ومدنها وبحارها وأنهارها وسهوبها وجبالها، وقد نقل إلى كتابه صور الأقاليم التى بثها أبو زيد البلخى فى كتابه المعروف بهذا الاسم، ولابن حوقل البغدادى (٤) معاصره كتاب باسم المسالك والممالك أيضا هو تهذيب لكتاب الإصطخرى. وكان شيعيا إسماعيليا، واستغله الفاطميون فى الدعوة لهم على ما يظهر وقد زار الأندلس وإفريقيا الشمالية وبلدان إيران وجزءا من الهند.


(١) راجع فيه بروكلمان (الطبعة الألمانية) ٢/ ٣٥٧.
(٢) انظره فى ابن خلكان ٣/ ٢٨٢ والمنتظم ٨/ ١٩٩ وطبقات الشافعية ٥/ ٢٦٧ وتاريخ بغداد ١٢/ ١٠٢ ومعجم الأدباء ١٥/ ٥٢ ودائرة المعارف الإسلامية وما بها من مراجع.
(٣) انظره فى إصطخر بمعجم ياقوت وفى دائرة المعارف الإسلامية. وتاريخ الأدب الجغرافى العربى. لكراتشكوفسكى ١/ ١٩٩.
(٤) راجعه فى ألدومييلى ص ٢٢٧ وفى دائرة المعارف الإسلامية. وفى كراتشكوفسكى ١/ ٢٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>