للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأن القرآن مخلوق زعيما شعبيا، وكان ذلك من أسباب ازدهار مذهبه طوال هذا العصر، ويكفى أن نمثّل بطائفة من فقهائه، وممن يلقانا منهم فى مطالع العصر ابن (١) بطة عبيد الله بن محمد العكبرى المتوفى سنة ٣٨٧ وله كتاب الإبانة بأصول الديانة، وهو شرح لعقيدة ابن حنبل السنية. ومن نابهيهم فى القرن الخامس الشريف أبو (٢) جعفر المتوفى سنة ٤٧٠ كان إمام الحنابلة فى عصره، وله رءوس المسائل وشرح المذهب، وجزء فى أدب الفقه. ومنهم فى القرن السادس أبو الخطاب محفوظ (٣) الكلواذانى المتوفى سنة ٥١٠ أحد أئمة المذهب ومن تصانيفه الهداية فى الفقه والخلاف الكبير المسمى بالانتصار فى المسائل الكبار، والخلاف الصغير المسمى برءوس المسائل، وكان يعاصره يحيى (٤) بن منده المتوفى سنة ٥١٢ صنّف مناقب الإمام أحمد بن حنبل فى مجلد كبير، وكان يعاصرهما أبو (٥) الوفاء ابن عقيل، المتوفى أيضا سنة ٥١٢، وله فى الفقه الحنبلى كتاب الفصول ويسمى كفاية المفتى، فى عشرة مجلدات وكتاب عمدة الأدلة، وأكبر كتبه كتاب الفنون وهو كبير جدّا، يقال إنه كان فى مائتى مجلد، وهو فى الوعظ والتفسير والفقه والنحو واللغة والشعر والتاريخ والحكايات، وفيه مناظراته ومجالسه، وقال الحافظ الذهبى فى تاريخه: لم يصنّف فى الدنيا أكبر من هذا الكتاب. وكان يعاصره ابن أبى يعلى الفرّاء (٦) المتوفى سنة ٥٢٦ وله تصانيف كثيرة فى الفقه والأصول، منها المجموع فى الفقه، ورءوس المسائل، والمفردات فى الفقه، وأيضا المفردات والأصول، منها المجموع فى الفقه، ورءوس المسائل، والمفردات فى الفقه، وأيضا المفردات فى أصول الفقه. ونلتقى فى أواخر القرن السادس بعلم حنبلى كبير هو ابن الجوزى. وظل الفقه الحنبلى مزدهرا فى العراق طوال العصر، ومن فقهائه ابن (٧) البرزالى الحنبلى المدرس بالمستنصرية المتوفى سنة ٧٣٤ وكان يعاصره صفى (٨) الدين عبد المؤمن بن عبد الحق البغدادى المتوفى سنة ٧٣٩ ودرس معه فى المستنصرية، وممن درسوا فيها ابن العاقولى (٩) محمد بن محمد المتوفى سنة ٧٩٧. وبجانب هذه المدرسة كان


(١) انظره فى تاريخ بغداد ١٠/ ٣٧١ وطبقات الحنابلة لابن أبى يعلى ٣٤٦.
(٢) راجعه فى ذيل طبقات الحنابلة لابن رجب (طبعة المعهد الفرنسى بدمشق) ١/ ٢٠
(٣) انظره فى ابن رجب ١/ ١٤٣ والنجوم الزاهرة ٥/ ٢١٢
(٤) راجعه فى ابن رجب ١/ ١٥٤ وابن خلكان ٦/ ١٦٨ والشذرات ٤/ ٣٢ والعبر ٤/ ٢٥ ومرآة الجنان ٣/ ٢٠٢.
(٥) انظره فى ابن رجب ١/ ١٧١ والنجوم الزاهرة ٥/ ٢١٩.
(٦) راجعه فى ابن رجب ١/ ٢١٢.
(٧) الدرر الكامنة ٥/ ٣ والشذرات ٦/ ١١١.
(٨) ذكر ابن حجر فى الدرر الكامنة ٣/ ٣٢ أنه كان شيخ العراق على الإطلاق، وعد له مصنفات كثيرة وقال: أخذ عنه عمر بن على معيد الحنابلة
(٩) انظره فى الشذرات ٦/ ٣٥١ والدرر الكامنة ٤/ ٣١٤ وراجع ابن حجر فى إنباء الغمر بأبناء العمر (طبع المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بالقاهرة) ١/ ٥٠٤ حيث يقول إنه انتهت إليه رياسة المذهب الحنبلى ببغداد، ويذكر له كتاب شرح المصابيح وأربعين حديثا عن أربعين شخصا.

<<  <  ج: ص:  >  >>