للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أرى النّصر معقودا برايتك الصّفرا ... فسر وافتح الدنيا فأنت بها أحرى

ونوّه صاحب النجوم الزاهرة بابن الشّحنة الموصلى أبى حفص عمر بن محمد لمدحة قافية له فى صلاح الدين (١). ومن مداحه بالموصل أيضا ابن الدهان (٢) أبو الفرج عبد الله ابن أسعد المتوفى سنة ٥٨١، وقد نشر ديوانه ببغداد أخيرا، وقصد مصر زمن الوزير الفاطمى طلائع بن رزّيك وأنشده فى مديحه قصيدة كافية بديعة، ويقال: بل أرسلها إليه فكافأه عليها بجائزة سنيّة وفى تخلصه بها من الغزل إلى المديح يقول:

لا نلت وصلك إن كان الذى زعموا ... ولا سقى ظمئى جود ابن رزّيكا

القاتل الألف يلقاهم فيغلبهم ... والواهب الألف تلقاه فيغنيكا

ونمضى فى القرن السابع الهجرى، فتلتقى براجح (٣) الحلّى المتوفى سنة ٦٢٧ وتهنئة أنشدها الكامل سلطان مصر حين استخلص دمياط من الصليبيين سنة ٦١٨ وردّهم مدحورين إلى البحر المتوسط وما وراءه، وكان قد عاونه فى دحرهم أخواه المعظم عيسى والأشرف موسى، وإلى ذلك يشير راجح فى قصيدته مستخدما للتورية إذ يقول:

تهلّل وجه الدهر بعد قطوبه ... وأصبح وجه الشّرك بالظلم أسودا

أعبّاد عيسى إنّ عيسى وحزبه ... وموسى جميعا يخدمون محمدا

وواضح أنه قصد إلى التورية حين جعل المعظم عيسى والأشرف موسى يقفان فى خدمة أخيهما الكامل محمد، وهى تورية بديعة. ويتوفّى الخليفة الناصر، ويخلفه ابنه الظاهر لنحو سنة، ويتوفى، فيخلفه ابنه المستنصر (٦٢٣ - ٦٤٠ هـ‍) ومن أهم شعرائه ابن أبى الحديد المتوفى سنة ٦٥٦ وقد نظم فيه مجموعة من المدائح طبعت باسم المستنصريات، وسنعرض له بين شعراء الشيعة، ومن شعرائه أيضا مجد الدين النشابى (٤) أسعد بن إبراهيم الإربلى المتوفى سنة ٦٥٧ وكان يكثر من مديحه بمثل قوله:

ورث النبوة طاهرا عن طاهر ... إرثا ينزّه عن مقالة مفترى

وإذا رأى الراءون نور جلاله ... لم تلق غير مهلّل ومكبّر


(١) النجوم الزاهرة ٦/ ٥٨
(٢) راجع ترجمته فى الخريدة (قسم الشام) ٢/ ٢٧٩ وابن خلكان ٣/ ٥٧ والسبكى ٧/ ١٢٠ وتهذيب ابن عساكر ٧/ ٢٩٢ والشذرات ٤/ ٢٧٠
(٣) انظر ترجمة راجح وشعره فى ابن خلكان ٤/ ٧ والنجوم الزاهرة ٦/ ٢٤٢، ٢٧٣ وفوات الوفيات لابن شاكر الكتبى ١/ ٣١٨ والشذرات ٥/ ١٢٣.
(٤) راجعه فى فوات الوفيات ١/ ١٧ وقد روى له مواليا وانظره فى ذيل مرآة الزمان ١/ ١١١ - ١٢٣ وتلخيص مجمع الآداب لابن الفوطى (طبعة الهند) ٥/ ١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>