للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مناذر، وجمعت حضرة الصاحب بأصبهان وبالرىّ وجرجان مثل أبى الحسين السّلامىّ وأبى بكر الخوارزمىّ وأبى طالب المأمونى وأبى الحسن البديهىّ وأبى سعيد الرّستمىّ وأبى القاسم الزّعفرانىّ وأبى العباس الضّبّىّ وأبى الحسن بن عبد العزيز الجرجانى وأبى القاسم بن أبى العلاء وأبى محمد الخازن وأبى هاشم العلوى وأبى الحسن الجوهرى وبنى المنجم وابن بابك وابن القاشانى وأبى الفضل الهمذانى وإسماعيل الشاشى وأبى العلاء الأسدى وأبى الحسن الغويرىّ وأبى دلف الخررجى وأبى حفص الشّهرزوزىّ وأبى معمر الإسماعيلى وأبى الفياض الطبرى وغيرهم ممن لم يبلغنى ذكرهم أو ذهب عنى اسمه. ولذكر كل من هؤلاء مكان من هذا الكتاب إما متقدم أو متأخر». ولكل منهم ولكثيرين وراءهم فيه مدائح لا تكاد تحصى، ومع كل مدحة كان يأمر بصلة. وكان يتبادل مع من يحضرون مجلسه مقارضات الشعر ومطارحاته وإجازاته، وكثيرا ما كان يعرض موضوع، فيتنافس فيه الشعراء، وكل يحاول أن يظهر براعته وتفوقه، من ذلك أنه بنى قصرا بأصبهان، فتبارى نحو عشرين شاعرا فى وصفه (١)»، منهم أبو سعيد الرّستمى، وفيه يقول (٢):

وسامية الأعلام تلحظ دونها ... سنا النجم فى آفاقها متضائلا

نسخت بها إيوان كسرى بن هرمز ... فأصبح فى أرض المدائن عاطلا

متى ترها خلت السماء سراداقا ... عليها وأعلام النجوم مواثلا

وماء على الرّضراض يجرى كأنه ... صفائح تبر قد سبكن جداولا (٣)

ولما حصل الصاحب، وهو بجرجان، على فيل ضخم كان فى عسكر السامانيين أمر من بحضرته من الشعراء أن يصفوه فى تشبيب قصيدة على وزن قافية قول عمرو ابن معد يكرب الزّبيدى:

أعددت للحدثان سا ... بغة وعدّاء علندى (٤)

وأنشد أبو الحسن الجوهرى فى هذه المباراة قصيدة استهلّها بمديح الصاحب، ثم أخذ فى وصف الفيل وصفا مرحا بمثل قوله (٥):

يزهى بخرطوم كمث‍ ... ل الصّولجان يردّ ردّا

أو كمّ راقصة تش‍ ... ير به إلى النّدمان وجدا


(١) اليتيمة ٣/ ٢٠٣.
(٢) اليتيمة ٣/ ٢٠٦.
(٣) الرضراض: الحصى الصغار فى مجارى المياه.
(٤) اليتيمة ٣/ ٢٢٩ والسابغة الدرع. والعلندى: الغليظ، وأراد به الفرس.
(٥) اليتيمة ٣/ ٢٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>