أعلى السلاطين فى يومى ندى ووغى ... رأيا وأفضلهم سرّا لإعلان
ويمدح وزيره السميرمى الذى يقول فيه ابن الأثير كان ظالما كثير المصادرة للناس سيئ السيرة، ولعله اضطرّ إلى مديحه خوفا من بطشه به كما بطش بالطّغرائى، وله يقول فى بعض مديحه.
وأنقذت دين الله من شرّ مارق ... وكان كشلو بين نابيه ناشب
وخصّ معين الدين أحمد بن الفضل وزير السلطان سنجر بمدائح كثيرة، وصلته به قديمة منذ كان على ديوان الإنشاء للسلطان محمد، وله يقول:
أحلّك سلطان السلاطين رتبة ... يضيق بها ذرع الحسود المساجل
وكان يزور بغداد كثيرا ويمدح خلفاءها ووزراءها، وله فى الخليفة المستظهر (٤٨٥ - ٥١٢ هـ) غير مدحة، ونراه يلجج فيما لجج فيه قديما مروان بن أبى حفصة وغيره من شعراء العصر العباسى الأول حين كانوا يتحدثون عن شرعية الخلافة وأن العباسيين أولى بها من العلويين لأن العم يرث ابن أخيه ولا يرثه ابن العم، ويزعم الأرّجانى أن الرسول عليه السلام بشّر بها عمه وأنها تكون فى أبنائه، يقول:
بكم قديما رسول الله بشّرنا ... كما به بشّرتنا سالف النّذر
وقال من بعد للعباس فى ملأ ... افخر فأنت أبو الأملاك فى مضر
وولى المسترشد (٥١٢ - ٥٢٩) فظل يقدم إليه مدائحه، واصفا له بالبأس والشجاعة والإقدام محذّرا أعداءه من جيوشه وما تدمّر وتحطم وتسحق كل من يقف فى طريقها سحقا. وبالمثل يمدح وزراء بغداد وفى مقدمتهم بنو جهير، وفيهم يقول:
لله درّ بنى جهير إنهم ... جهروا بدين المجد حتى أعلنا
ونوّه طويلا بجلال الدين بن صدقة وبأنوشروان بن خالد، وله فيه نحو عشرين مدحة يتحدث فيها عن كرمه وشجاعته وعلمه وعدله ومواكبه. كما نوه أيضا طويلا بالوزير سديد الدولة محمد بن عبد الكريم، وله يقول فى بعض مدائحه:
أمين أمير المؤمنين الذى اصطفى ... وسهم أمير المؤمنين المسدّدا
وله غزليات رقيقة، وهى مطبوعة مثل غزليات الطغرائى بطوابع الشريف الرضى ومهيار، ونقصد الطوابع البدوية ومن طريف غزلياته:
أأحبّتى الشاكين طول تغيّبى ... والذاهبين على الهوى فى مذهبى
ما جبت آفاق البلاد مطوّفا ... إلا وأنتم فى الورى متطلّبى
سعيى إليكم فى الحقيقة، والذى ... تجدون منى فهو سعى الدّهر بى