وله غزليات سنعرض لبعض أمثلة منها فى مطالع الفصل التالى، وكانت له مرثية بديعة للحسين تحدث عنها ياقوت، غير أن ديوانه خلا منها، كما خلا من مرثيته للغزالى، التى أشار إليها ابن خلكان فى كتابه وفيات الأعيان. وله بيتان طريفان فى هجاء أبى النجيب عبد الرحمن بن عبد الجبار المراغى، وكان شاعرا، ويستعمل فى شعره لزوم ما لا يلزم الذى اشتهر به أبو العلاء فى لزومياته، فقال فيه:
شعر المراغىّ-وحوشيتم- ... كعقله أسلمه أسقمه
يلزم ما ليس له لازما ... لكنّه يترك ما يلزمه
والسخرية واضحة، إذ يشير إلى أن شعره مغسول مما يلزم الشعر من المشاعر والأخيلة وفنون البديع، بينما يغرقه فيما لا يلزم من تعقيد الروى وعدم الاكتفاء فى الشعر بروىّ واحد، مما يصور تكلفا شديدا إن لم يكن الشاعر بارعا فى صنع الشعر ونظمه.