للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إخناتون بسبب ثورته الدينية المعروفة. وتفد على الشام هجرة كبيرة من الجزيرة العربية هى هجرة الآراميين إلى الشام الأوسط ومنطقة دمشق وهجرة العبرانيين إلى فلسطين.

ولم يكوّن الفينيقيون لأنفسهم دولة فى السهل الساحلى بل ظلوا جماعات صغيرة لكل جماعة أميرها فى طرابلس وجبيل وبيروت وصيداء وصور وعسقلان وغزة، وكانوا شعبا بحريا تجاريا، وازدهرت تجارتهم بين القرنين العاشر والثامن قبل الميلاد، وكوّنوا لهم مستعمرات فى إسبانيا ومراكز تجارية فى كورسيكا وسردينيا وصقلية وكريت وساموس فى اليونان. وقضى على النشاط التجارى لهذا الشعب الفتح الأشورى فى القرن الثامن قبل الميلاد. وكون العبرانيون لأنفسهم مملكة أورشليم فى القرن العاشر ق. م. وفيه بلغت ذروتها لعهد داود وسليمان، ثم أخذت فى الضعف حتى قضى عليها الأشوريون فى القرن الثامن ق. م. ودمر بختنصر أورشليم فى القرن السادس ق. م. وجلاهم عنها إلى بابل، حتى إذا سقطت دولة بابل سنة ٥٣٩ ق م. أذن كورش لمن يريد منهم العودة إلى أورشليم أن يعود. وظل الشام منذ هذا التاريخ تابعا للدولة الفارسية إلى أن فتحه الإسكندر المقدونى سنة ٣٣٤ ق. م. وتولّت بعده شئونه دولة السلوقيين اليونانية حتى انتزعه منها الرومان فى القرن الأول ق. م. ولما انقسمت الإمبراطورية الرومانية إلى غربية وشرقية كان الشام من نصيب الامبراطورية الشرقية وظل تابعا لبيزنطة حتى استخلصه العرب منها.

وقد استطاع العرب الشماليون أن يقيموا مملكتين أو إمارتين لهم فى أطراف الشام: إمارة النبط فى شرقى الأردن أقاموها منذ القرن الثالث ق. م وكان لها عاصمتان: بطرا فى الجنوب بشرقى الأردنّ وبصرى فى الشمال بالقرب من دمشق، وكانت تتكلم العربية فى أحاديثها اليومية بينما كانت تكتب نقوشها بالخط الآرامى، وقضى الرومان على استقلالها سنة ١٠٦ للميلاد وضموها إلى دولتهم الرومانية. والمملكة الثانية مملكة تدمر شمالى بادية الشام، وبلغت أوجها فى القرنين الثانى والثالث للميلاد وخاصة فى عهد أميرها أذينة، وقد نصبه الرومان ملكا على سوريا جميعها وعادوا فى عهد زوجته الزباء، فقضوا عليها وعلى الإمارة فى سنة ٢٧٣ للميلاد. ولم تلبث قبيلة عربية أن شقّت طريقها إلى منطقة حوران جنوبى دمشق، وهى قبيلة الغساسنة واستطاعت أن تقيم لها إمارة، ولم تكن لها عاصمة مستقرة، فقد كانت تنتقل من مكان إلى آخر، فمرة تتخذ عاصمتها فى الجولان ومرة فى جلّق أو الجابية، وكانت موالية لبيزنطة وتحارب فى صفوفها ضد إيران وعرب الحيرة. ومن أهم أمرائها الحارث بن جبلة وهزيمته للمنذر صاحب الحيرة يوم حليمة بالقرب من قنّسرين سنة ٥٥٤ مشهورة وفيها خرّ المنذر صريعا. وما نصل إلى أواخر القرن السادس الميلادى

<<  <  ج: ص:  >  >>