معاوية فى الشئون المالية لدمشق، وظلت أسرته بعده فى خدمة الأمويين فكان ابنه يشرف على الخراج لعهد عبد الملك، وبالمثل استعان الأمويون بحفيده، وفى عهده توغل عقبة بن نافع-ابن خالة عمرو بن العاص-فى البلاد المغربية، وأسس فى وسطها القيروان بتونس، وواصل فتوحه فى عهد معاوية وابنه يزيد حتى أشرف على المحيط الأطلسى.
ولما خلف معاوية ابنه يزيد أبى البيعة له عبد الله بن الزبير ولاذ بالحرم المكى، كما أباها الحسين ابن على واتجه إلى العراق، فلقيته طلائع جيش لعبيد الله بن زياد والى العراق قبيل دخوله الكوفة فى «كربلاء» غربى الفرات ولما أبى الاستسلام نازلوه واستشهد الحسين ومن كان معه من أهله وأنصاره مما كان له أكبر الأثر فى التطور السريع للشيعة، ولا يخلو ضريحه طوال العام من حجّاجهم إليه حتى اليوم. وكانت المدينة قد انضمت إلى ابن الزبير فأرسل يزيد إليها جيشا بقيادة مسلم بن عقبة فنكل. بها وفى طريقه إلى مكة لحرب ابن الزبير توفى وخلفه حصين بن نمير السّكونى، فمضى حتى حاصر ابن الزبير بمكة وجاءه نعى يزيد بن معاوية، ففكّ عنها الحصار وعاد بجنده إلى الشام. وخلف يزيد ابنه معاوية وتوفى بعد أربعين يوما من خلافته. واضطربت العراق، واضطر واليها عبيد الله بن زياد إلى مبارحتها، وانتهز الفرصة مروان بن الحكم واعتلى عرش الخلافة يؤيده بدو الشام من اليمنية وأبى بدوها من القيسية مبايعته وهزمهم فى موقعة مرج راهط، وتبعته مصر، أما العراق فظل الاضطراب سائدا فيها، وبايع قسم منها ابن الزبير وقسم تحرك للطلب بدم الحسين وكان عبيد الله بن زياد فكر فى العودة إلى العراق على رأس جيش فقضى عليه هذا القسم، وحاول المختار الثقفى والى الكوفة أن يجمعه تحت لوائه وقضى عليه مصعب بن الزبير والى أخيه عبد الله على البصرة.
وكان مروان بن الحكم قد توفى وخلفه ابنه عبد الملك وسر سرورا عظيما لما حاق بالمختار الثقفى وجنوده على يد مصعب، وأخذ يتحين الفرص للقضاء عليه فى العراق وعلى أخيه عبد الله بن الزبير فى مكة والحجاز، أما مصعب فذهب إليه عبد الملك فى سنة ٧١ للهجرة على رأس جيش ضخم، وقضى عليه، وبايعه العراقيون. وأما عبد الله بن الزبير فأرسل إليه الحجاج فى جيش كثيف، ومازال به حتى تفرق عنه أصحابه، وظل يستبسل فى قتال القوم حتى خرّ صريعا. وقد عنى ببناء المسجد الأقصى وتعريب إدارة الدولة واستطاع أخوه عبد العزيز واليه على مصر أن يقضى نهائيا على المعارضة فى المغرب.
ويعدّ زمن الوليد بن عبد الملك أزهى أيام المروانيين لفتوحاته العظيمة شرقا وغربا، أما فى