الطريقة الخلوتية، ويعظم أمر الدراويش ويكثرون فى العالم الإسلامى. ومما لا شك فيه أنه كانت تكثر الطرق الصوفية المخلصة التى تعنى بالنسك والعبادة، وإن كان من الحق أنه أساء إلى هذه الطرق الدراويش المتسولون الذين كانوا يتكففون الناس. وهم دراويش رحّل كانوا يعيشون معيشة مطلقة، وقد يتحللون فيها من الفرائض الشرعية. وبدون ريب كان بينهم من يتخذ الدروشة خداعا للناس ووسيلة إلى البطالة. ومع ذلك لا نعدم أن نجد من حين إلى حين صوفيا حقيقيا يحاول النفوذ إلى معرفة أسرار الكون وخفاياه والتخلص من عالم الحس المادى للفناء فى عالم الحقيقة والحب الإلهى، على نحو ما نجد عند عبد الغنى النابلسى المتوفى سنة ١١٤٣ للهجرة وقد تقلب بين الطرق الصوفية وعكف على دراسة أئمة التصوف الفلسفى وغير الفلسفى، ولقى كثيرا من شيوخ الصوفية فى لبنان وفلسطين ومدن الشام والحجاز ومصر، وكان شاعرا كما كان ناثرا.