للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى الكتاب بجزيرة العرب فالعراق فالجزيرة شماليّه فالشام فمصر فالمغرب فبادية الشام. والقسم الثانى، جعله للمشرق، يبدأ ببلاد الهياطلة فخراسان فالديلم فأرمينيا ومعها أذربيجان فالجبال فخوزستان ففارس فكرمان فالسند فمفازة فارس. وأضاف إلى كتابه خريطة مثّل فيها الأقاليم وحدودها وخططها. ولم تصل إلينا خريطته، ويقول إنه أوضح فيها الطرق المعروفة بالحمرة والرمال الذهبية بالصفرة والبحار المالحة بالخضرة، والأنهار العذبة بالزرقة، والجبال المشهورة بالغبرة. وكان يتحرى الثقات ويسألهم عن بلدانهم كما صنع بالأندلس ومثل سؤاله بساحل عدن لشيخ كان أعلم الناس بالبحر الصينى. والكتاب يعرض البلدان الإسلامية التى زارها بكل مشاهدها حتى لكأنما يبصرها قارؤه بكل سكانها ومعتقداتها وعاداتها، وهو لا يبارى فى عرضه لهذه المشاهد. ويتضح السجع أو النثر المقفى فى مقدمته الطويلة وفى مواضع مختلفة من الكتاب مما يدل على أنه كان يحاول أن يختار لكتابه لغة أدبية مصقولة. وكان يعاصره المطهر (١) بن طاهر المقدسى، وهو مثله لا تعرف سنة وفاته، وله كتاب بدء الخلق والتاريخ كتبه سنة ٣٥٥ للهجرة وهو جمع غير منسق لمعارف كثيرة تتصل بالأديان والعقائد والتاريخ المتصل بالأنبياء والملوك والخلفاء حتى زمنه، وبه فصل جغرافى كتبه عن صفة الأرض ومبلغ عمرانها وعدد أقاليمها وصفة البحار والأنهار وعجائب الأرض والخلق، ويعرض للمساجد المشهورة. ونلتقى فى النصف الأول من القرن الخامس بأبى الحسن على (٢) بن محمد بن شجاع الربعى المالكى المتوفى سنة ٤٣٥ وله «كتاب الإعلام فى فضائل الشام ودمشق وذكر ما فيهما من الآثار والبقاع الشريفة».

ويصبح موضوع فضائل بلدان الشام أساسيّا منذ أواخر القرن الخامس الهجرى، حين استولى حملة الصليب على أنطاكية وطرابلس وبيت المقدس، إذهبّ الشاميون-والعرب معهم فى كل مكان-يصرخون فى وجوه حملة الصليب أن غادروا ترابنا الطاهر وأماكننا المقدسة. وأخذ الشعراء والعلماء يلوّحون فى وجوههم، الشعراء بما يستطيعون أن يصوبوه من سهام الشعر، والعلماء بما يكتبون عن فريضة الجهاد لأعداء الإسلام. وانتظم الجغرافيون معهم يكتبون عن فضائل بيت المقدس والشام، وأول من تصدّى لذلك من الجغرافيين المشرّف (٣) بن المرجّى المقدسى الذى صنف بأخرة من القرن الخامس بعد استيلاء حملة الصليب على بيت المقدس سنة


(١) انظر فى المطهر بروكلمان ٣/ ٦٢ وكراتشكوفسكى ١/ ٢٢٤.
(٢) راجع فى الربعى بروكلمان ٦/ ٦٨ وكراتشكوفسكى ١/ ٥٠٨.
(٣) انظر فى المشرف بروكلمان ٦/ ٧٣ وكراتشكوفسكى ١/ ٥٠٨ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>