للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشرين كراسة. ولعل فى ذلك ما يشير إلى أنه كان ينبغى فى نشر هذا الكتاب إفراد الشرح عن متنه، وكان قد وضع فى غاياته شرحا سماه إقليد الغايات مقداره عشر كراريس كان ينبغى أيضا أن يفرد عنه شرح غاية أو قافية كل فصل من فصوله. وهذا نفسه يلاحظ فى رسالته البديعة:

رسالة الغفران، فقد نشرت مع شرح يتخللها وينتظم فى تضاعيفها، وكان ينبغى أن ينحّى عنها ويوضع فى هوامشها بحيث يكون لها هوامش من إملاء أبى العلاء وهوامش أخرى خاصة بالتحقيق. ومثلها رسالة الصاهل والشاحج التى كتبها على لسان فرس وبغل: فقد أتبعها بشرح سماه «لسان الصاهل والشاحج». وقد نشرتها هى ورسالة الغفران الدكتورة بنت الشاطئ، ويقال إنه قدم رسالة الصاهل والشاحج لعزيز الدولة فاتك الذى كان واليا للفاطميين على حلب (١) من سنة ٤٠٧ إلى سنة ٤١٣ وقدم رسالته السّندية إلى والى حلب الذى خلف فاتكا:

سند (٢) الدولة بن عثمان الكتامى. ولعل فى الرسالتين ما يشير إلى أن ولاة الفاطميين فى المدة القصيرة التى تبعت فيها حلب القاهرة من سنة ٤٠٧ إلى سنة ٤١٥ كانوا يرعون الأدباء والعلماء بها، وبالمثل فى البلدان الشامية الأخرى التى كانت تتبع القاهرة قبل استيلاء السلاجقة عليها وقبل استيلاء حملة الصليب. وعمل أبى العلاء اللغوى لم يقتصر على ما أنتج من شعر ونثر فقد مرّ بنا أنه شرح ديوان المتنبى وبالمثل شرح ديوان أبى تمام حبيب بن أوس وسماه ذكرى حبيب وشرح ديوان البحترى وسماه عبث الوليد. وشرح من كتب اللغة فصيح ثعلب. وكان طلابه وتلاميذه الذين يتحلقون حوله يقرءون عليه كتبا لغوية مختلفة ويثبتون على نسخهم تعليقاته، من ذلك كتاب إصلاح المنطق لابن السكيت وكتاب غريب الحديث لأبى عبيد. ويروى أنه ألف فى النحو كتابا سماه النافع وكان فى خمسة كراريس ولعله صنفه للناشئة. وفى الحق أنه كان إماما كبيرا فى اللغة، ويقول عنه تلميذه التبريزى: «ما أعرف أن العرب نطقت بكلمة ولم يعرفها المعرى» (٣) ويعدد الصفدى من رزقوا السعادة فى أشياء لم يأت بعدهم من نالها ويذكر منهم أبا العلاء فى الاطلاع على اللغة. ويقول الذهبى: كان أبو العلاء عجبا فى الاطلاع الباهر على اللغة وشواهدها» (٤) ويقول ابن فضل الله العمرى: «كان أبو العلاء مطلعا على العلوم لا يخلو فى علم من الأخذ بطرف، متبحرا فى اللغة، متسع النطاق فى العربية (٥)». وإذا عرفنا أن هذا الإمام اللغوى الكبير


(١) تعريف القدماء بأبى العلاء ص ٥٣١
(٢) تعريف القدماء بأبى العلاء ص ٥٣٤
(٣) أبو العلاء وما إليه للراجكونى ص ٥٣
(٤) تعريف القدماء ص ١٩٠
(٥) تعريف القدماء ص ٢٦٨

<<  <  ج: ص:  >  >>