للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابنه العسكرىّ والقائم المظ ... هر حقىّ محمد بن علىّ

ويعتقد الإمامية وخاصة الغلاة أن محمدا المهدى لم يمت وأنه غاب وسيعود ويسمونه قائم الزمان. وسنعرض هذه الفكرة عرضا أكثر تفصيلا فى حديثنا عن بهاء الدين العاملى. ويلقانا فى القرن الخامس الهجرى ابن سنان الخفاجى المتوفى سنة ٤٦٦ وهو شيعى إمامى، ومن آثار تشيعه فى شعره قوله (١):

وقالوا قد تغيّرت الليالى ... وضيّعت المنازل والحقوق

وأقسم ما استجدّ الدهر خلقا ... ولا عدوانه إلا عتيق

أليس يردّ عن فدك علىّ ... ويملك أكثر الدنيا عتيق

وهو يأسى لعلى وزوجته فاطمة الزهراء أنها ردّت عن ميراث فدك وقد كانت فكرت كما ذكرنا ذلك آنفا فى أن ترثها، وذكّرها أبو بكر بحديث أبيها صلّى الله عليه وسلم واستجابت له راضية. وكبرت كلمة تخرج من فم ابن سنان أن يقول عن الصدّيق الزاهد الذ أنفق أمواله فى دعوة الإسلام: إنه ملك أكثر الدنيا، وهو لم يملك شيئا، إن يقول إلا بهتانا وزورا.

وكان يعاصره كشاجم وكان أصغر منه سنا، وكان يتشيع لمذهب الإمامية، وسنخصّه بترجمة عما قليل. وربما كان أهم شعراء الشيعة بالشام فى القرن الخامس الهجرى ابن حيوس الشاعر الدمشقى، وسنفرد له الآخر ترجمة. ويلقانا بعده عند العماد الأصبهانى فى كتابه الخريدة شعراء شاميون شيعيون متعددون عاشوا فى القرن السادس الهجرى، غير أنه لا يعنى بشعرهم الشيعى إلا بعض مقطوعات قلما توضح لهم مذهبا أو نحلة، منهم ابن قسيم الحموى المتوفى سنة ٥٤١ وقد أنشد له العماد فى حب آل البيت قوله (٢):

ويد بآل محمّد علقت ... منّى فلست بغيرهم أرضى

جعل الإله علىّ حبّهم ... وعلى جميع عباده فرضا

فأثار ذلك من زنادقة ... حسدا فسمّوا حبّهم رفضا

وعجبت هل يرجو الشفاعة من ... ينوى لآل محمد بغضا


(١) ديوان ابن سنان (طبع المطبعة الأنسية ببيروت) ص ٧٨
(٢) الخريدة (قسم الشام) ١/ ٤٥٣

<<  <  ج: ص:  >  >>