القيروانى، وترك مصر إلى الشام ثم عاد إليها وهو ينشد.
قد كان شوقى إلى مصر يؤرّقنى ... فالآن عدت وعادت مصر لى دارا
وتروى روايات مختلفة عن تاريخ وفاته، فقيل توفى سنة ٣٥٠ وقيل بل سنة ٣٦٠ ولعل التاريخ الأخير هو الصحيح.
وهو يتناول فى شعره الأغراض المختلفة المعروفة من مديح ورثاء وشكوى وهجاء وخمريات ووصف للطبيعة والأطعمة وأدوات الحضارة. وله أشعار مختلفة فى الصيد والطرد وله كتاب فيهما سماه المصايد والمطارد، وأيضا له كتاب فى أدب النديم وهما منشوران. وكان شيعيا إماميا إما-كما قلنا-مثل أهل بيته وإما استقلالا منه ودراسة للنحلة دفعته إلى اعتناقها، ويشهد لذلك ما رواه ابن شهر آشوب*إن صحّ ما رواه-من قوله:
والبتول: السيدة فاطمة الزهراء، وحيدر: الإمام على، ويتوالى بعده أئمة الإمامية أو الاثنى عشرية وهم اثنا عشر إماما: على، والحسن والحسين ابناه سبطا رسول الله، والسجاد: على زين العابدين بن الحسين والباقر ابنه محمد، ورخّم جعفر فى قسمه، والترخيم فى غير المنادى شاذ، وموسى هو موسى الكاظم الإمام السابع، والرضا هو على الرضا ابنه، ومحمد هو محمد الجواد نجل الرضا، ويليه على الهادى فالحسن العسكرى، وقد سماهما العسكريين والمهدى هو محمد المهدى المنتظر الذى مات صبيا حوالى سنة ٢٦٠ للهجرة. وسماهم جميعا كشاجم-كما رأينا-فى بيتيه واتخذهم شفعاء له عند ربه، مما يقطع-إن صحّ أنه ناظم البيتين-بتشيعه وإماميته أو اعتناقه نحلة الإمامية.
وفى ديوان كشاجم ثلاث قصائد طويلة، يبكى فى أولاها الحسين ومن قتلوا معه من آله فى كربلاء قائلا فى مطالعها:
يا بؤس للدّهر حين آل رسو ... ل الله تجتاحهم جوائحه
أظلم فى كربلاء يومهم ... ثم تجلّى وهم ذبائحه
لا برح الغيث كلّ شارقة ... تهمى غواديه أو روائحه (١)
(١) الشارقة هنا اليوم وأصله الشمس. والغوادى والروائح: السحب الممطرة صباحا ومساء. تهمى: تصب وتسيل.