فى رأى الشيعة-ضد على وحقه فى الخلافة وفى مقدمتهم أبو بكر الصديق وعمر الفاروق على نحو ما نلقاه فى مثل قوله:
يا أيها المدّعى حبّ الوصىّ ولم ... يسمح بسبّ أبى بكر ولا عمرا
كذبت والله فى دعوى محبّته ... تبّت يداك ستصلى فى غد سقرا
فإن تكن صادقا فيما نطقت به ... فابرأ إلى الله ممن خان أو غدرا
وأنكر النصّ فى خمّ وبيعته ... وقال إن رسول الله قد هجرا
أتيت تبغى قيام العذر فى فدك ... أتحسب الأمر بالتمويه مستترا
وبهاء الدين يجعل سب أبى بكر وعمر فريضة من لم يؤدها صلى نار الجحيم وعذابها الأليم، ويدعو صاحبه أن يبرأ من الشيخين الجليلين-كبرت كلمات خبيثة تخرج من فمه-ويعلل لما قاله بأنهما أنكرا نصّ غدير خم ووصية الرسول صلى الله عليه وسلم فيه لعلى بالإمامة والخلافة، وهو نص لم يثبت، بل الثابت أن الرسول استخلف أبا بكر عنه فى الحج حتى إذا مرض استخلفه فى الصلاة كما هو معروف. وكل ذلك يؤذن بأن الرسول استخلف أبا بكر الصديق بعده واستخلف أبو بكر عمر، وبهما انتشر الإسلام وفتح العالم القديم له أبوابه. ويتعلل بهاء الدين بأنهما منعا السيدة فاطمة الزهراء رضوان الله عليها من إرث فدك فيئ رسول الله، وإنما منعاها بوصية الرسول-كما ذكرنا مرارا-إذ قال:«نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة». وما من ريب فى أن للشيخين الجليلين قدسية عظيمة فى نفوس المسلمين. ولعل فى كل ما قدمنا ما يصور كيف أن بهاء الدين العاملى كان رافضيا غاليا فى الرفض، سواء فى مهاجمته أبا بكر وعمر أو فى خلعه على الإمام القائم صفات الله وكأنه يشركه فى تدبير الكون وتسخير المقادير، تعالى الله علوا كبيرا عن كل مالجّ فيه من رفع إمامه الخفى عن المستوى البشرى حتى للأنبياء المصطفين الأخيار.