للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد خير خلق الله كلّهم ... وفاتح الخير ما حى كلّ إشراك

قد نال مرتبة ما نالها أحد ... من أنبياء ذوى فضل وأملاك

يا صاحب الجاه عند الله خالقه ... ما ردّ جاهك إلا كلّ أفّاك

ها قد قصدتك أشكو بعض ما صنعت ... بى الذنوب وهذا ملجأ الشاكى

عليك من ربّك الله الصلاة كما ... منا عليك السلام الطّيب الزّاكى

والزملكانى يقرر حقيقة كبرى، فمحمد عليه السلام خير خلق الله وما حى الكفر والإشراك وقد نال مرتبة لم ينلها الأنبياء ولا الأملاك أو الملائكة. ويتوسل إليه أن يستغفر له ربه وأن يحط عنه أوزاره كما يتبين من أبيات تالية، وقد زاره وحط رحاله فى حماه لنوال هذا الأمل المنشود. وتكثر مثل هذه الاستغاثة فى المدائح النبوية كما يكثر معها طلب الشفاعة. ويقول مصطفى البابى من مدحة نبوية بديعة (١):

إليك رسول الله قد جاء ضارعا ... أخو عثرة يرجو الإقالة مذنب

فبابك باب الله ما عنه مهرب ... وطالبه من غير بابك يحجب

أغثنى تداركنى أجرنى فإننى ... لقى إن تراخى عنه لطفك يعطب

وأبعد شئ أن تضيق برحبها ... شفاعتك العظمى بنا فهى أرحب

وهو يضرع إلى الرسول الكريم أن يستغفر له ربه ليقيله ويخلصه من ذنوبه، ويستغيث به لائذا أن يكون شفيعه يوم القيامة، يوم يطول وقوف الناس فى المحشر، والجميع يضرعون إلى الله أن يخلصهم وينجيهم من النار، وسعيد من يشفع له الرسول فى هذا اليوم، فيفوز برضوان ربه.

وللبابى يتوسل (٢):

يا حىّ يا قيّوم قد ... بهر العقول سنا بهائك

إنى سألتك بالذى ... جمع القلوب على ولائك

نور الوجود خلاصة ال‍ ... كونين صفوة أنبيائك

إلا نظرت لمستغي‍ ... ث عائذ بك من بلائك

فالطف به فيما جرى ... فى طىّ علمك من قضائك


(١) الديوان ص ٤ ونفحة الريحانة ٢/ ٤٣٧
(٢) الديوان ص ٥ ونفحة الريحانه ٢/ ٤٣٤

<<  <  ج: ص:  >  >>