للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حصاها لؤلؤ وزبرجد وإن المسك ليحسد ترابه على ما يحمل من طيب لا يماثله طيب. وللسخاوى على بن محمد شيخ القراء بدمشق المتوفى سنة ٦٤٣ قصائد سبع فى المديح النبوى. وفى مدحة نبوية يقول الشاب الظريف منوها بالبقعة مثوى الرسول الكريم (١):

أرض الأحبّة من سفح ومن كثب ... سقاك منهمر الأنواء من كثب

يا ساكنى طيبة الفيحاء هل زمن ... يدنى المحبّ لنيل الحبّ والأرب

أرض مع الله عين الشمس تحرسها ... فإن تغب حرستها أعين الشّهب

وهو يدعو لأرض الحبيب المصطفى أن تهطل عليها الأمطار سفوحا وكثبانا من كثب أو قرب لتظل تزهر بالشذى العطر، ويتمنى زمنا يحقق أربه وأمنيته من زيارة الجدث الطاهر. ويقول إن عين الشمس تحرسه نهارا وتحرسه أعين النجوم الساطعة ليلا حراسة يرعاها الله جلّ علاه.

وللشهاب محمود ديوان فى مديح الرسول صلّى الله عليه وسلم سقط من يد الزمن واحتفظ كتاب المدائح النبهانية النبوية لإسماعيل النبهانى بطائفة من مدائحه، وفى إحداها يصور الشهاب محمود ساعة وصول ركبه إلى المدينة المنورة حين بدا لهم العقيق فى غربيها ولم يلبثو أن زاروا القبر الزّكىّ، يقول (٢):

وإذا شارفوا العقيق تراءت ... من رباه سنا القباب الزّهر

وتلقّاهم بشير التلاقى ... بقبول تسرى قبيل الفجر

وشذا الروضة التى بين أزكى ... منبر فى الدّنا وأشرف قبر

حبذا ذاك من مقام كريم ... يشترى يومه بكلّ العمر

وهو يصور فرحة ركبه أو قافلته بقرب لقاء الرسول حين أشرفوا على العقيق ورأوا قباب مسجده قبيل الفجر. والقبول أو ريح الصبا العليل تبشرهم بالتلاقى وعطر الروضة النبوية يفوح، وهو يشير إلى الحديث النبوى: «ما بين قبرى والمنبر روضة من رياض الجنة» ويقول إن فرحة المثول أمام القبر الطاهر يشترى يومها بالعمر كله. ولكمال الدين محمد بن على الزّملكانى المتوفى سنة ٧٢٧ للهجرة مدحة نبوية رائعة يقول فيها (٣):


(١) ديوان الشاب الظريف ص ٤
(٢) المجموعة النبهانية ٢/ ١٧٣
(٣) فوات الوفيات ٢/ ٤٩٧

<<  <  ج: ص:  >  >>