للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن متّ مالى سواه خصم ... فإنه قاتلى بعينه

ويعد من أكبر المصنفين فى التراجم والأدب والبديع والنقد، وعلى رأس مصنفاته فى التراجم كتاب الوافى بالوفيات، وهو فى نحو ثلاثين مجدا، ونشرت طائفة من أجزائه. واستخلص منه مع إضافات جديدة كتابه «أعوان النصر وأعيان العصر» من الأدباء والشعراء وهو فى ستة مجلدات، وفى دار الكتب المصرية منه مجلدات متفرقة. وألف فى مشاهير المكفوفين كتابه: نكت الهميان فى نكت العميان، وهو منشور. وله التذكرة الصفدية وهى مختارات أدبية وكتاب تشنيف السمع فى انسكاب الدمع: دمع المحبين والعشاق، وله فى المحسنات البديعية كتاب فض الختام عن التورية والاستخدام وكتاب جنان الجناس، وله فى النقد نصرة الثائر (وهو ابن أبى الحديد) على المثل السائر لابن الأثير، والغيث المسجم فى شرح لامية العجم، وهو شرح ملئ بالملاحظات النقدية، وبه دفاع بديع عن ابن سناء الملك إزاء ما اتهمه به خصومه من استخدام بعض الألفاظ العامية، وشرح رسالة ابن زيدون الجدية بشرح سماه «تمام المتون». وله وراء ذلك كتب أخرى سقطت من يد الزمن، كما أن له بعض مقامات، ويقال إنه كتب وصنّف مئين من المجلدات وخلّف كثيرا من الرسائل بينها مجموع باسم ألحان السواجع فى مجلدين سجل فيه الرسائل المتبادلة بينه وبين أدباء عصره.

وكانت رسائل الصفدى الديوانية تشغل مجلدات كثيرة، ولم يحتفظ منها القلقشندى إلا برسائل قليلة، من ذلك توقيع لأمين الملك ومدبر شئون دمشق من أمن وضرائب وأوقاف وغير أوقاف، وله يقول باسم صاحب الأمر:

«لما كانت دمشق فى الدنيا أنموذج الجنّة التى وعد بها المتقون، ومثال النعيم للذين عند ربهم يرزقون، وهى زهرة ملكنا ودرّة سلكنا. . تعيّن أن ننتدب لها من جرّبناه بعدا وقربا، وهززناه مثقّفا (١) وسللناه عضبا (٢) وخبأناه فى خزائن فكرنا فكان أشرف ما يدّخر، وأعزّ ما يخبأ، كم نهى فى الأيام وأمر، وكم شد أزرا لما وزر، وكم غنيت به أيامنا عن الشمس وليالينا عن القمر، وكم علا ذرى رتب تعزّ على الكواكب الثابتة فضلا عمن يتنقّل فى المباشرات (٣) من البشر، وكم كانت الأموال جمادى (٤) فأعادها ربيعا غرّد به طائر الإقبال وصفر. فليتلقّ هذه الولاية بالعزم الذى نعهده، والحزم الذى شاهدناه ونشهده، والتدبير الذى يعترف الصواب له


(١) مثقفا: سيفا مصقولا
(٢) عضبا: قاطعا.
(٣) المباشرات: الأعمال
(٤) جمادى: يريد قليلة

<<  <  ج: ص:  >  >>