للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أعيان الدولة وعلماءها وفضلاءها وأخذ حبيب يسوق حكمه ووعظه فى أسلوب قصصى مسجوع بديع، وكان من ذلك هذا الكتاب بأبوابه العشرة الطريفة. والباب الأول فى ذكر ملك العرب، ومعه أربع قصص: قصة الضحاك الملك الفارسى الأسطورى القديم، وقصة قابوس بن وشمكير أحد أمراء الأسرة الزيارية التى حكمت طبرستان وجرجان فى القرن الرابع الهجرى وقتل أعوانه له، وقصة بهرام جور الملك الساسانى الذى كان مشهورا بالفروسية وكثرة الصيد مع الفتاة التى رآها وسرعان ما صادته-كما يقول ابن عرب شاه-بلحظها المكسور فأمسى قلبه وهو فى يدها مأسور وما كان من اقترانه بها، وقصة ابن آوى مع الحمار وكان قد حاول أن يقدمه مأدبة لذئب فقدم الحمار مأدبة للكلاب. والباب الثانى فى وصايا ملك العجم وفيه قصص طريفة منها قصة تحكى ما جرى لابن سلطان بابل مع عمه الظالم الخاتل. والباب الثالث فى قصة خاقان الأتراك مع ختنه أو صهره الزاهد شيخ النساك. والباب الرابع قصص عن الإنسان وعالم الجن والعفاريت.

وقصص هذه الأبواب جميعا تدور حول السيرة الحميدة للحكام وما ينبغى أن يأخذوا به الرعية من العدل مع بيان الأخلاق الذميمة ومع استعمال الحكمة وحسن التدبير حتى ينال الإنسان ما يأمل، ويأمن ما يحذر.

والأبواب الخمسة التالية قصص عن الحيوان والطير على طريقة كليلة ودمنة، وقد أشار إلى ذلك المؤلف فى مقدمة كتابه قائلا إن الحكمة إذا قيلت على ألسنة الوحوش وما هو غير مألوف الطباع من البهائم والسباع وأصناف الأطيار وسائر الهوام مالت إليها الأسماع ورغبت فى مطالعتها الطباع، لأن المألوف منها اقتراف الشرور والافتراس ونقص المعرفة والفطنة فإذا أسندت إليها مكارم الأخلاق من الوفاء وغير الوفاء أصغت الآذان إلى استماع أخبارها، وتلقتها الصدور بالانشراح، ونفوس الناس بالارتياح. وتتخلل هذه الأبواب جميعا قصص بديعة، وكثير منها فارسى الأصل كما يدل عنوانها مثل قصة كسرى القديم مع وزيره بزرجمهر الحكيم وسقوط خاتمه الثمين منه فى الماء والتقام بطة له وحزنه عليه ورجوعه إليه. وذكر فى الباب العاشر قصة كسرى أنوشروان مع الشيخ الهرم الذى رآه يغرس فى بعض البساتين مع انحناء قامته وبياض هامته ومع شدة عنائه وتعبه فى زرع غرسه ونصبه. وختم الكتاب ابن عرب شاه بقصة جنكز خان الذى طمّ العالم بالفساد، وأهلك العباد والبلاد.

والكتاب زاخر بدقائق الحكمة والفطنة التى تهذب النفوس والتى تعود على الناس بالتهذيب فى معاملتهم والعدل فى حكمهم والكسب فى معاشهم والعمل الصالح لمعادهم. ويلحّ الكتاب على

<<  <  ج: ص:  >  >>