للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشعرانية. وله مصنفات كثيرة تعدّ بالعشرات، أكثرها فى التصوف، أشاع فيها إيمانه بالكرامات والخوارق لا لغيره من المتصوفة فحسب، بل أيضا لنفسه وما حدث له مع الجن والملائكة. وكان مثل كبار المتصوفة قبل زمنه يعتز بكرامته إزاء الحكام إلى أقصى حد، فهو لا يقبل منهم مالا ولا هدية. وسأله أحد الحكام العثمانيين وهو راحل إلى الآستانة ألك حاجة عند السلطان، فأجابه توّا: ألك أنت حاجة عند الله؟ فوجم الحاكم ولم ينبس ببنت شفة. ويقول الجبرتى فى الجزء الأول من تاريخه: «كان الإمام العلامة الحفنى قطب رحى الديار المصرية ولا يتم أمر من أمور الدولة إلا باطلاعه وبإذنه». ومعنى ذلك أن الصوفية ظلوا فى أيام العثمانيين الحالكة-كما كانوا فى الأيام السالفة-يستشعرون استقلالهم الروحى والمادى إزاء الحكام، كما ظلوا يستشعرون إرادة الشعب وماله من قوة وسلطان.

<<  <  ج: ص:  >  >>