وشعره، ولزم السيد على برهان زاده نقيب الأشراف، وظل يسبغ عليه من عطاياه، وحجّ معه بيت الله الحرام سنة ١١٤٧ وزار قبر الرسول صلّى الله عليه وسلم وعاد إلى القاهرة، وأقبل-كما يقول الجبرتى- على تحصيل الفنون الأدبية فنظم ونثر، ومهر وبهر، وهو فى أثناء ذلك يكثر من رحلاته إلى رشيد والإسكندرية ويطارح أدباءهما. وتزوج حينئذ وأصبح صاحب عيال، وتوفى النقيب المذكور، فلزم الشيخ عبد الله الشبراوى المترجم له بين شعراء المديح ومدحه بقصائد كثيرة، حتى إذا توفى سنة ١١٧١ لزم الشيخ الشمس الحفنى، وأنشد الجبرتى بعض مديحه فيه، وله يخاطبه من قصيدة:
يا بهجة العصر يا منهاج كلّ علا ... يا محييى الدين بالآثار والسّنن
وظل يلازمه إلى أن توفى سنة ١١٧٨ وصوّح روض عزّه بعده إلى أن توفى سنة ١١٨٤. وله تصانيف كثيرة منها الدرة الفريدة فى شرح مدحة نبوية، وهداية المتوهمين فى كذب المنجمين، ومختصر شرح بانت سعاد للسيوطى ومنظومة فى علم العروض والمقامة التصحيفية ضمنها ألفاظا تتغير معانيها بالتصحيف ومقامة أخرى مجونية، وبضاعة الأريب فى شعر الغريب، وهى مجموعة من أشعاره. وله أيضا تخميس بانت سعاد والدر المنتظم فى الشعر الملتزم والفوائح الجنانية فى المدائح الرضوانية جمع فيها أشعار المادحين للأمير رضوان كتخدا، ثم أورد فى خاتمتها ماله من الأمداح فيه نظما ونثرا، وفيه يقول:
رضوان أوحد من تفرّد بالعطا ... فمنائح الأجواد بعض هباته
الفارس المقدام فى يوم الوغى ... والمرهب الآساد فى وثباته
ومن تصانيفه «الدر الثمين فى محاسن التضمين». وبجانب ذلك كله ديوانه وهو مرتب على الحروف الهجائية.
ويورد الجبرتى قطعة من شعر الإدكاوى تدل على براعته وقدرته على استخدام فنون البديع من تضمين وغير تضمين، ونراه يستعيد قدرة الحريرى فى بناء الأبيات من كلمات منقوطة وأخرى عاطلة أو كلها منقوطة أو كلها عاطلة أو الكلمات تتكون من حرف عاطل فحرف منقوط، وكذلك فى صنع أبيات تقرأ شطورها طردا وعكسا، فهى تقرأ من اليمين إلى اليسار أو من اليسار إلى اليمين، وهو ما كانوا يسمونه «ما لا يستحيل بالانعكاس» مثل قوله: