للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحرب مبيدة تعصف بهم عصفا شديدا.

وتميم فى الموقف الثانى الذى لا ينقض فيه قصيدة بعينها لابن المعتز يلحّ على هذه المعانى نفسها فى رده على العباسيين وفخره عليهم فخرا مضطرما بشرر كثير، يريد به أن يثبت أن العلويين أحق بالخلافة من أبناء عمومتهم سواء من جهة إرثهم لها عن طريق جدهم على وجدتهم فاطمة بنت الرسول عليه السلام أو عن طريق وصاية الرسول بها لعلى أو عن طريق خدماته الجلّى للدين الحنيف ونصره. ويمد طرفا من هذا الجدل إلى بنى أمية وهو يقصد أصحاب الأندلس فى أيامه، وكان أخوه العزيز كتب إلى صاحبها الأموى-ولعله المستنصر بن عبد الرحمن الناصر-كتابا يسبّه فيه ويهجوه، فكتب إليه: «أما بعد فإنك قد عرفتنا فهجوتنا ولو عرفناك لأجبناك والسلام» فاشتد ذلك على العزيز وأفحمه عن الجواب (١). ولعل ذلك ما جعل تميما يتصدى للأمويين ويفخر عليهم بمثل قوله:

إن قريشا بعلا هاشم ... تفخر فى عقوة عرّيسها (٢)

إن يك من ياقوتها هاشم ... فعبد شمس من ضغابيسها (٣)

اسم إلى الصفوة من هاشم ... أهل معاليها وتقديسها

دع عبد شمس وأباطيلها ... فقد بدا الله بتنكيسها

قبيلة ما طهّر الله من ... شايعها من إثم تنجيسها

فهاشم جد الرسول والعلويين فخر قريش فى ساحة غيلها الملتف، وهو وبنوه ياقوت قريش ومعدنها النفيس أما بنو أمية فحجارة صلده، وللهاشميين بفضل الرسول علاهم وقدسيتهم، أما عبد شمس وبنوه فأصحاب أباطيل مزورة، وقد هدم الله دولتهم فى المشرق، وإنها لقبيلة آثمة إثما فظيعا، وإنها لتصم كل من شايعها وصمة شنيعة. ويستمر فيذكر سفكهم لدم الحسين وسبيهم لمن كن معه من النساء، مسجلا بذلك عارا عليهم لا يماثله عار.


(١) ابن خلكان ٥/ ٣٧٢
(٢) عقوة: ساحة. عريس: غيل الأسد.
(٣) الضغابيس: جمع ضغبوس: الضعيف الذميم.

<<  <  ج: ص:  >  >>