للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من له قال أنت منى كهارو ... ن وموسى أكرم به من نجار (١)

ثم يوم الغدير ما قد علمتم ... خصّه دون سائر الحضّار

من له قال: لا فتى كعلىّ ... لا ولا منصل سوى ذى الفقار (٢)

من توطا الفراش يخلف فيه ... أحمدا وهو نحو يثرب سار

ولنا حرمة الولادة والأع‍ ... مام والسّبق والهدى والمنار

نحن أهل الكساء سادسنا الرّو ... ح أمين المهيمن الجبّار

حجج كلما تأمّلها العا ... لم بانت له بيان النهار

وتميم يوازن بين جده على بن أبى طالب وعمه العباس بن عبد المطلب، ويفاخر بأنه صهر الرسول صلّى الله عليه وسلم وساعده الأيمن فى الحرب، ويشير إلى حديث نبوى ترويه الشيعة: أن النبى عليه السلام قال: «على منى بمنزلة هرون من موسى إلا أنه لا نبى بعدى». وهم يستدلون بهذا الحديث على أن عليا ليس أحق بالخلافة من العباس فحسب، بل هو أيضا-فى اعتقادهم-أحق من الشيخين: أبى بكر وعمر بالخلافة. ويذكر يوم غدير خمّ وهو موضع بين مكة والمدينة أثنى فيه الرسول صلّى الله عليه وسلم على ابن عمه علىّ، وقال: من كنت مولاه فعلى مولاه، وتذهب الشيعة إلى أن الرسول عليه السلام أوصى فى هذا اليوم بالخلافة لعلى. ومنذ أواسط القرن الرابع الهجرى يتخذ الشيعة هذا اليوم الموافق للثامن عشر من ذى الحجة عيدا لهم. ويشير تميم إلى ما يرويه الشيعة من أن الرسول قال: لافتى إلا على ولا سيف إلا ذو الفقار: سيفه. ويذكر أنه هو الذى اصطفاه الرسول لينام فى فراشه ليلة خرج مع أبى بكر مهاجرا إلى المدينة، مخترقا حصارا مسلحا ضربته قريش حول بيته، حتى لا تنتبه إلى خروجه، وكانت قد بيّتت القضاء عليه (يريدون أن يطفئوا نور الله ويأبى الله إلا أن يتمّ نوره). ويقول إنهم يشتركون مع العباسيين فى أنهم من سلالة أعمام رسول الله ويرتفعون فوقهم درجات بأنهم أبناء بنت رسول الله السيدة فاطمة الزهراء. ويشير إلى ما تقصّ الشيعة من أن الرسول ألقى كساء عليه وعلى السيدة فاطمة وعلى زوجها وابنيهما الحسن والحسين وكان سادسهم-كما يقول تميم-جبريل وقال: نحن أهل البيت فى خبر يرددونه. ويذكر جهاد على المبرور فى غزوات الرسول وخاصة فى بدر وأحد وخيبر وكيف أبلى فيها جميعا بلاء عظيما.

ويقول هذه كلها براهين ساطعة كالشمس بأفضلية علىّ وارتفاع منزلته على عمه، ويهدد العباسيين


(١) نجار: أصل وحسب.
(٢) منصل: سيف.

<<  <  ج: ص:  >  >>