والقطر هنا السكر، والدر: الهطلان والكثرة.
وتزوج أبوه امرأة متقدمة فى السن، فمضى ينتقم منه ومنها بفكاهات واصفا فيها هرمها، مصورا ضعف عقلها لكبر سنها وقبح وجهها كما يزعم بمثل قوله:
تزوّج الشيخ أبى شيخة ... ليس لها عقل ولا ذهن
لو برزت صورتها فى الدّجى ... ما جسرت تبصرها الجن
كأنها فى فرشها رمّة ... وشعرها من حولها قطن
وقائل قال فما سنّها ... فقلت ما فى فمها سنّ
والبيت الثالث شديد الإقذاع لهذه المرأة المسنة، واستخدام التورية فى البيت الأخير إذ سئل عن سنها أى عمرها، فجعل السؤال عن أسنانها.
وينظم فى حمار له مقطعات كثيرة فكهة، ومات فأكثر من رثائه محاكيا بشارا فى رثائه لأتانه، وجمع بعض معاصريه مراثيه لحماره فى مجلد، وهى مراث تدور على الدعابة الخالصة.
ومن قوله اللاذع فى أحد البخلاء لأيامه:
لا يستطيع يرى رغي ... فا عنده فى البيت يكسر
فلو انّه صلّى-وحا ... شاه لقال الخبز أكبر
وفى الحق أنه كان جعبة فكاهة ودعابة، وهو أحد من أكثروا لزمنه صنع التوريات، وقد روى له ابن حجة طائفة كبيرة، منها قوله:
قلت لسقم الجسم منى وقد ... أفرط بى فرط ضنا واكتئاب
فعلت بى يا سقم ما لم يكن ... تلبس-والله-عليه الثياب
والشطر الأخير له معنيان: المعنى الظاهر الضنا والنحول حتى لا تكاد الثياب تلبس، والمعنى البعيد المراد وهو: ما لا يصح ولا يجوز أبدا.