ودار خراب بها قد نزلت ... ولكن نزلت إلى السابعة
فلا فرق ما بين أنى أكون ... بها أو أكون على القارعه
وأخشى بها أن أقيم الصلاة ... فتسجد حيطانها الراكعه
إذا ما قرأت: (إذا زلزلت) ... خشيت بأن تقرأ: (الواقعه)
إنها دار خربة هوت به إلى الأرض السابعة ولا سقف ولا حيطان فكأنه على القارعة أو على الطريق. وإنه ليخشى أن يقيم بها الصلاة فتنقضّ حيطانها. ويتندر قائلا إذا قرأت فى صلاتى سورة الزلزلة خشيت أن تقرأ هى سورة الواقعة، والتورية واضحة، ويعود إلى ثيابه ويصف جبّة له هذا الوصف الفكه:
لى نصفيّة تعدّ من العمر ... سنينا غسلتها ألف غسله
كلّ يوم يحوطها العصر والدّقّ ... مرارا وما تقرّ بعمله
أين عيشى بها القديم وذاك المتّيه ... فيها وخطرتى والشّمله
حيث لا فى أجنابها رقعة قطّ ... ولا فى أكمامها قطّ وصله
فهى نصفية أو «جبّة» طالما لبست وغسلت وصبغت، وفى كلمة «العصر» تورية لأنها كانت شائعة الدلالة على عصر الخصيتين تأديبا للمجرمين وتقريرا لهم، وترشحها فى البيت كلمة الإقرار بالعملة وهى بفتح العين الجناية وبالضم النقود. والشملة لا تزال تستعمل فى العامية المصرية على ما يتلفع به الرجال من الصوف أو الحرير، وهى فصيحة. والأبيات مختارة من قطعة طويلة مضحكة فى وصف هذه الجبة البالية. وصلى التراويح عند الوزير بهاء الدين بن حنّا فقرأ الإمام فى ركعة من ركعات التراويح سورة الأنعام، فقال توّا:
مالى على الأنعام من قدرة ... لاسيّما فى ركعة واحده
فلا تسومونى حضورا سوى ... فى ليلة الأنفال والمائده
ولكلمة الأنفال معنى قريب هو السورة الكريمة ومعنى بعيد هو الهبات، وهو المراد، وبالمثل لكلمة المائدة معنى قريب هو سورتها فى القرآن ومعنى بعيد هو مائدة الطعام وهو المراد. وله فى أطعمة رمضان: القطائف والكنافة وما إليها مداعبات كثيرة من مثل قوله:
سقى الله أكناف الكنافة بالقطر ... وجاد عليها سكر دائم الدّرّ