للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فى صناعة الرسائل. وظل يرعى له حق التعليم والتخريج إلى أن توفى سنة ٥٦٦ للهجرة.

وكان القاضى الفاضل صاحب ديوان الإنشاء ووزير صلاح الدين وابنه العزيز ومقاليد الأمور كلها بيده فأشرك معه العماد الأصبهانى كما أسلفنا، وسنترجم لهما بعد قليل، ومن كتاب الأيوبيين فى عهد الفاضل ابن مماتى وسنترجم له بين كتاب الرسائل الشخصية، وكتب من بعدهما للأيوبيين جماعة، منهم البهاء زهير الشاعر الذى ترجمنا له، ولم تؤثر له رسائل مدونة، وأشرك معه إبراهيم بن لقمان لعهد الصالح نجم الدين أيوب. ولم يلبث الصالح أن أعفى البهاء، وظل ابن لقمان حتى نهاية الدولة الايوبية، وامتازت الكتابة الديوانية فى العهد الأيوبى بأنه تكوّنت فيها مدرسة جديدة قادها القاضى الفاضل، والحق أنها ليست جديدة خالصة، فهى الثمرة النهائية لرقى الكتابة زمن الفاطميين، إذ نرى الفاضل يكثر من المحسنات البديعية، وكانت قد بدأت مع ابن خيران كما مر بنا، وأضاف الفاضل إليها الإكثار من التورية، وهى أيضا قديمة فى الكتابات والأشعار الفاطمية منذ القرن الخامس على نحو ما مر بنا فى حديثنا عن أشعار الشريف العقيلى. وألّف فى العصر الأيوبى كتابان فى دواوين الخراج وشئونها المالية هما كتابا قوانين الدواوين لابن مماتى، وسنعرض له فى ترجمته عما قليل، وكتاب لمع القوانين المضيّة فى دواوين. الديار المصرية لعثمان بن إبراهيم النابلسى، وكان كاتبا فى دواوين مصر لعهد السلطان نجم الدين الأيوبى (٦٣٧ - ٦٤٨ هـ‍).

وبلقانا إبراهيم (١) بن لقمان على ديوان الإنشاء أيام المماليك فى عهد أيبك وقطز وبببرس ومدة قليلة فى عهد قلاوون ثم نقله إلى الوزارة، وظل وزيرا لابنه خليل. ثم عاد كاتبا فى ديوان الإنشاء إلى أن توفى سنة ٦٩٣. وكان يشاركه فى عهد الظاهر بيبرس محيى الدين بن عبد الظاهر، وهو أهم كتاب المماليك، وجعله قلاوون كاتب السر، وظيفة أنشأها لأول مرة، وسنترجم لابن عبد الظاهر، وممن كان يكتب بين يديه فى الديوان ابنه فتح (٢) الدين. وخلفه على كتابة السر لعهد السلطان خليل بن قلاوون، وكتب بين يديه أيضا سبطه شافع (٣) بن على بن عباس، وهو الذى كتب عن السلطان قلاوون رسالة طويلة إلى السلطان أحمد القان بن هولاكو جواب كتاب كان قد أرسله القان إلى قلاوون يذكر فيه إسلامه وأنه حرّم على عساكره الغارات على البلاد (٤).


(١) انظر فى ابن لقمان صبح الأعشى ١٠/ ١١١ والنجوم الزاهرة ٨/ ٥٠
(٢) انظر فى فتح الدين حسن المحاضرة ١/ ٥٧٠ والنجوم الزاهرة ٨/ ٣٥ وصبح الأعشى ١٣/ ٣٣٩ وشذرات الذهب ٥/ ٤١٩.
(٣) راجع ترجمته فى فوات الوفيات ١/ ٣٧٦.
(٤) صبح الأعشى ٧/ ٢٣٧

<<  <  ج: ص:  >  >>