للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استوطن مصر، وأولع بالأدب حتى مهر فيه، واعتنق المذهب الحنفى مع ميله إلى المذهب الحنبلى. ولم يلبث بمصر أن أصبح شاعرا بارعا فاضلا وكاتبا ناثرا، وولى مشيخة الصوفية بخانقاه منجك اليوسفى بظاهر القاهرة. وكان يكثر الإزراء على أهل الوحدة من الصوفية، كما كان يحمل على ابن الفارض وامتحن بسببه. وعارض جميع قصائده بقصائد نبوية. ومازال يتولى خانقاه منجك حتى توفى سنة ٧٧٦ للهجرة. ويقول ابن تغرى بردى: له مصنفات كثيرة تبلغ ستين مصنفا، وأكثرها كتب أدبية ومن أشهرها: «سكر دان السلطان» و «ديوان الصبابة» وهما مطبوعان.

ومعنى سبكردان إناء السكر وقد أهداه بعد سنة ٧٥٥ إلى سلطان مصر المملوكى السلطان حسن ابن محمد الناصر بن قلاوون، وهو يدور فى معظمه حول العدد ٧ وأهميته فى تاريخ مصر وأحداثها. وقد جعله فى مقدمة وسبعة أبواب، ويذكر فى الباب الأول خاصية العدد: ٧.

ويتحدث فى الباب الثانى عن السلطان حسن وأنه سابع السلاطين فى أسرته. ويعرض فى الباب الثالث لإقليم مصر وصلة العدد سبعة به. ويعود فى الباب الرابع إلى السلطان حسن مع أحاديث قصيرة عمن تقدمه من ملوك مصر. ويخص الباب الخامس بأسرة السلطان حسن وجده قلاوون ويمتد به الحديث عن الأسرة فى البابين السادس والسابع. ويتبع ابن أبى حجلة هذه الأبواب بأبواب سبعة أخرى، يتناول فى أولها قصة يوسف وتفسير سورته. ويجعل الثانى لقصة موسى وفرعون، والثالث لملوك مصر وبعض أخبارهم، والرابع لسيرة الحاكم الفاطمى، والخامس لبعض الأحداث بمصر، والسادس لأحداث القاهرة، والسابع للزهرات السبع. ومما ذكره عن الحاكم الفاطمى، أنه لبس الصوف سبع سنين وأمر بإيقاد الشمع ليلا ونهارا مدة سبع سنين ومنع النساء من الخروج سبع سنين وسبعة أشهر، وكان يقرأ نسبه على المنبر كل جمعة أو كل سبعة أيام، وقتل وهو يلبس سبع جبّات بعضها فوق بعض. ولا ريب فى أنه بالغ فى ربط الأحداث التاريخية بالعدد ٧، ومع ذلك فالكتاب يشتمل على أخبار تاريخية كثيرة، تجعل له من حيث التاريخ لا من حيث العدد ٧ غير قليل من الأهمية.

وكتاب ديوان الصبابة-كما يتضح من عنوانه-يتناول العشق وكل ما يتصل به من الوصف المادى للمرأة ومن الزيارة والعتاب واللقاء والهجران والاستعطاف وإفشاء السر والكتمان والغيرة ومن أحب من أول نظرة وأشهر العشاق، وهو فى ثلاثين بابا ويزخر بالمختارات الشعرية والنثرية فى الحب والصبابة. ووضع بين يدى أبوابه عن العشق أسبابه وعلاماته، ويذكر طائفة من أحاديث

<<  <  ج: ص:  >  >>