الإنشاء من المعارف والأدوات المتعلقة بصناعته كالخط واللغة والنحو والبلاغة وغير ذلك من مختلف العلوم، يشغل ذلك من الكتاب الجزء الأول بعد المقدمة والجزء الثانى وشطرا غير قليل من الجزء الثالث. والمقالة الثانية تبدأ بالمسالك والممالك وبمعلومات تاريخية عن الخلافة الأموية والعباسية وبمعلومات جغرافية وتاريخية مهمة عن مصر من أول دخولها فى الإسلام إلى زمن القلقشندى، ويترك مصر إلى الشام وجميع الدول التى كان لها أدنى صلة بمصر من أقصى الشرق إلى السودان وأقصى الغرب والبلدان الأوربية. ويمتد حديث القلقشندى فى ذلك إلى الشطر الأكبر من الجزء الخامس. والمقالة الثالثة فى أنواع المكاتبات وأسماء الكنى وألقاب أرباب السيوف والأقلام وأصحاب الوظائف من النصارى واليهود والخلفاء العباسيين والأمويين فى الأندلس والفاطميين والموحدين بالمغرب وألقاب الملوك الأقدمين فى اليمن وإيران ومصر والروم والحبشة وملوك فرغانة وأوروبا والحبشة مع التفصيل فى الألقاب الإسلامية. ويعود إلى الحديث عن الورق والكتابة ويشغل ذلك كله بقية الجزء الخامس والجزء السادس. ويتحدث القلقشندى فى المقالة الرابعة عن المكاتبات الصادرة عن ملوك مصر وغيرهم ومصطلحات الكتابة السلطانية والإخوانية ويمتد ذلك فى الكتاب إلى شطر من الجزء التاسع، والمقالة الخامسة يوضح فيها القلقشندى الولايات ووظائف الدولة الكبرى ويقدم طائفة كبيرة من البيعات والعهود والتقاليد والمراسيم والتفاويض والتواقيع وخاصة ما يتصل بزمن المماليك. وتحمل هذه المقالة كثيرا من الوثائق التاريخية والاجتماعية المهمة، وهى تشغل بقية الجزء التاسع حتى نهاية الجزء الثانى عشر. والمقالة السادسة فى متنوعات من الوصايا الدينية والإطلاقات والمراسيم السلطانية والإقطاعات والأيمان وعقود الصلح والأمانات والهدن. وتشغل هذه الوثائق الجزء الثالث عشر من الكتاب وشطرا من الجزء الرابع عشر. وتعرض بقية هذا الجزء طرائف من المقامات والرسائل والمفاخرات والإجازات والتقريظات والتقاليد، وتلحق بالجزء خاتمة عن البريد وشئون المواصلات والاتصالات بين مصر وغيرها من البلدان الإسلامية.
ونعود إلى مقامته التى أشرنا إليها والتى وصف فيها صناعة الإنشاء وقرّظ بها صاحب ديوانها بدر الدين العمرى وقد سماها:«الكواكب الدرّية فى المناقب البدرية» وهى محكية أو مروية على لسان الناثر بن نظام ويلقانا فى فواتحها قوله:
«لم أزل من قبل أن يبلغ بريد عمرى مركز التكليف، ويتفرق جمع خاطرى بالكلف بعد التأليف، أنصب لاقتناص العلم أشراك التحصيل، وأنزّه توحيد الاشتغال عن إشراك التعطيل. .