سنة ٤١٧ وظل يدبر شئونها حتى سنة ٤٥٢ ووليها بعده ابنه المظفر عبد الملك، واستولى عليها القادر وثار عليه قاضيها ابن جحّاف، وأخذ فارس نصرانى يغير عليها هو السيد القنبيطور واستسلمت له سنة ٤٨٧ فنكل بأهلها وذبح الآلاف منهم وأحرق قاضيها حيّا، ومات سنة ٤٩٢ واستولى عليها المرابطون سنة ٤٩٥.
ومن إمارات الشرق المهمة-بجانب إمارة بلنسية-إمارة دانية تملكها أول الأمر فى مدة أمراء الطوائف مجاهد الصقلبى منذ سنة ٤٠٥ إلى سنة ٤٣٦ وكان محبا للعلماء مجزلا العطاء لهم وللشعراء، وكان قد تملك مع دانية جزر البليار، وخلفه ابنه على الملقب بإقبال الدولة ومنه تسلم دانية المقتدر صاحب سرقسطة سنة ٤٦٨ وخلفه على ميورقة مولاه أغلب وتولاها بعده مبشر الصقلبى وآلت إلى المرابطين.
ومن الإمارات المهمة فى الشرق مرسية، وهى-كما أسلفنا-من بنيان عبد الرحمن الأوسط، وثار بها فى زمن أمراء الطوائف المرتضى المروانى وبايعه الصقالبة الذين تغلبوا على الشرق وذهبوا به إلى غرناطة، فهزمهم زاوى بن زيرى وقتل المرتضى فى المعركة، وخلفه على مرسية أبو عبد الرحمن بن طاهر، وثار عليه أهلها وراسلوا المعتمد بن عباد فأرسل إليهم وزيره ابن عمار الشاعر فأخذها من يده وثار بها لنفسه، وثار عليه القائد عبد الرحمن بن رشيق، وتملكها أبو الحسن بن اليسع باسم المعتمد بن عباد ثم صارت للمرابطين. ومن إمارات الشرق أيضا المرية وهى من بنيان الناصر على البحر المتوسط وقد تملكها الصقالبة ثم معن بن صمادح إلى أن توفى سنة ٤٤٣ وورثها ابنه المعتصم، وكان شاعرا وكريما جزل العطاء للشعراء، توفى سنة ٤٨٤ وجيش المرابطين يحاصره.
ومن إمارات الغرب المهمة إمارة بطليوس، تملكها زمن أمراء الطوائف الأفطس عبد الله حتى سنة ٤٣٠ فورثها عنه ابنه المظفر وهو من أعلم أمراء الطوائف وآدبهم، وخلفه عليها ابنه المتوكل سنة ٤٦٠ ويؤثر له أنه انتدب أبا الوليد الباجى كبير فقهاء الأندلس فى زمنه ليدعو أمراء الطوائف إلى توحيد كلمتهم ضد نصارى الشمال، غير أن دعوته-بسبب أطماعهم-ذهبت أدراج الرياح، ومن يد المتوكل أخذ المرابطون هذه الإمارة وما كان يتبعها من المدن مثل أشبونة.