للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على تطيلة-سليمان بن أحمد بن هود وانقضّ على سرقسطة سنة ٤٣١، فهرب القاتل وخلصت له ولعقبه، ووليها بعده ابنه المقتدر أحمد وهو عميد بنى هود وكان فارسا مغوارا وله غزوات مشهورة للمسيحيين فى الشمال، وكان شاعرا وممدّحا للشعراء. وجمع ألفونس السادس ملك ليون وقشتالة جيشا ضخما للاستيلاء على سرقسطة وباءت حملته بالإخفاق الذريع فأعاد الكرة سنة ٤٥٦ وفاجأ النورمانديون بلدة بربشتر على مسافة ٦٠ كيلو مترا فى الشمال الشرقى من سرقسطة واقتحموها وأنزلوا بأهلها مذبحة بشعة وسبوا منها خمسة آلاف من النساء والعذارى وباعوهن فى الأسواق بيع الإماء، وبارك البابا إسكندر هذا العمل الوحشى الفظيع. واستعاد المقتدر البلدة حين استدار العام ومزّق المعتدين شر ممزق، ودانت له وشقة فى الشمال الغربى من بربشتر وطرطوشة فى الجنوب الشرقى من سرقسطة، وأخرج إقبال الدولة بن مجاهد من دانية على البحر المتوسط وأدخلها فى إمارته، وتوفى سنة ٤٧٤ وخلفه ابنه المؤتمن يوسف وكان شجاعا باسلا وحاميا للعلماء والشعراء وتوفى سنة ٤٧٨ فولى بعده ابنه المستعين أحمد، وحين استولى يوسف بن تاشفين على ديار أمراء الطوائف رأى أن يتركه حاجزا بينه وبين المسيحين فى الشمال، وتوفى شهيدا فى حروبه معهم سنة ٥٠٣ وخلفه ابنه عماد الدولة عبد الملك، وحاول على بن يوسف بن ناشفين أخذ الإمارة منه، فاستعان بالنصارى وتملكها المرابطون حتى سنة ٥١٢ إذ حاصرها النصارى واستولوا عليها وأخذوا فى تملك بلاد الثغر الشمالى الأعلى إلى أن ملكوها جميعا.

ومن الإمارات المهمة فى موسطة الأندلس إمارة طليطلة ثار فيها زمن الفتنة فى أواخر الدولة الأموية قاضيها ابن يعيش، وتوفى سنة ٤١٩ فتملكها إسماعيل بن ذى النون وأسرته البربرية طوال حقبة أمراء الطوائف، وتوفى سنة ٤٢٩ فخلفه فيها ابنه المأمون يحيى، وهو أعظم أمرائها قدرا، اجتمع عنده جلّة من الشعراء والكتاب، وعنى ببناء قصر له تأنق فيه غاية التأنق مما جعل الأدباء والشعراء يطنبون فى وصفه، وتوفى سنة ٤٦٧ وخلفه حفيده القادر يحيى وكان قصير النظر سىّء التدبير، وفغر ألفونس السادس فاه على ثغوره وجعل يطويها-كما يقول ابن سعيد-طى السجل للكتاب، فثار عليه أهل طليطلة وهرب إلى بعض حصونه وتملكها المتوكل بن الأفطس صاحب بطليوس لمدة عشرة أشهر، واستردها القادر بمعونة ألفونس السادس، وأسلمها له سنة ٤٧٨ على أن يساعده فى أخذ بلنسية، فأخذها لمدة عامين إلى أن قتل سنة ٤٨١. وكان قد تملكها زمن الفتنة صقلبيّان هما مبارك ومظفر وصارت لحفيد للمنصور بن أبى عامر يسمى عبد العزيز

<<  <  ج: ص:  >  >>