للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الواضحة فى الفقه المالكى الذى اشتهر فى الأندلس وبلدان المغرب. ومن كبار الفقهاء بعده ابن عتبة (١) محمد بن أحمد المتوفى سنة ٢٥٤ وهو تلميذ يحيى الليثى وعبد الملك بن حبيب، رحل إلى المشرق ومصر وسمع بها أصبغ بن الفرج، وله كتاب المستخرجة وتسمى العتبية نسبة إليه، وطارت شهرتها فى الأندلس والمغرب. وكان يعاصره يحيى (٢) بن مزين المتوفى سنة ٢٥٩ وله كتاب فى تفسير الموطأ للإمام مالك أشاد ابن حزم به وباستقصائه لمعانى الموطأ، كما أشاد بكتاب ثان له فى رجال الموطأ. ومن الفقهاء المؤلفين بعده يحيى (٣) بن عبد الله حفيد يحيى الليثى المتوفى سنة ٣٦٧، وكان يملى على الطلاب بقرطبة الموطأ وكتاب سماع ابن القاسم وحديث الليث وعشرة (٤) جدّه يحيى الليثى. وفى ذلك ما يدل على أن كتابا فى الأندلس كان يروى عن ابن القاسم يسمى سماعه وهو يقابل كتاب المدونة رواية سحنون فى القيروان، كما كان يروى كتاب آخر عن الليث يسمى حديثه، فكان لكل من هذين الفقيهين المصريين كتاب متداول هناك. وجاء بعد ذلك ابن أبى زمنين (٥) المتوفى سنة ٣٩٩ وله المغرب فى اختصار مدونة سحنون وكتاب فى الشروط وشرح كبير على الموطأ.

ونلتقى فى زمن أمراء الطوائف بالفقيه المالكى الأندلسى الكبير ابن عبد (٦) البر يوسف النمرى المتوفى سنة ٤٦٣ للهجرة وله «كتاب الاستذكار لمذاهب علماء الأمصار فيما تضمن الموطأ من معانى الرأى والآثار» شرح فيه الموطأ على نسق أبوابه وكلامه شرحا بديعا، وله «كتاب التمهيد لما فى الموطأ من المعانى والأسانيد» رتبه على أسماء شيوخ مالك على حروف المعجم، قال ابن حزم: لا أعلم فى الكلام على فقه الحديث مثله أصلا، وله كتب لا مثيل لها، منها كتابه المسمى بالكافى فى الفقه على مذهب مالك وأصحابه خمسة عشر جزءا». واشتهر بعده فى القرن الخامس أبو الوليد (٧) الباجى


(١) راجع ابن عتبة فى ابن الفرضى رقم ١١٠٢ والحميدى رقم ٥ وابن فرحون ٢/ ١٧٦.
(٢) انظر فى ابن مزين ابن الفرضى رقم ١٥٥٦ والحميدى رقم ٨٨٠ وابن فرحون ٢/ ٣٦١ والنفح ٣/ ١٦٨.
(٣) راجع فى يحيى بن عبد الله ابن الفرضى رقم ١٥٩٥.
(٤) يريد بعشرة جده كتبا عشرة له كان يرويها عن شيوخه وخاصة شبطون.
(٥) انظر مصادر ابن أبى زمنين بين المفسرين ص ١٠٨
(٦) راجع فى ابن عبد البر المطمح ص ٦١ والحميدى ص ٣٤٤ والصلة رقم ١٣٨٦ وتذكرة الحفاظ ١١٢٨ وابن فرحون ٢/ ٣٦٧ والمغرب ٢/ ٤٠٧ وترتيب المدارك ٤/ ٨٠٨.
(٧) انظر فى أبى الوليد الباجى الصلة رقم ٤٤٩ وقلائد العقيان ص ١٨٨ والنباهى ص ٩٥ والمغرب ١/ ٤٠٤ ومعجم الأدباء ١١/ ٢٤٦ وابن خلكان ٢/ ٤٠٨ وابن بسام المجلد الأول من القسم الثانى ص ٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>