ومحمد بن شخيص شاعر المستنصر ويوسف بن هرون الرمادى المتوفى سنة ٤١٣ ومحمد بن الحسين الطّبنى وجعفر بن أبى على القالى، وعيسى بن الحسن، وعبادة بن ماء السماء المتوفى سنة ٤١٩ وابن الكتّانى محمد بن الحسن المذحجى المطبّب وابن دراج القسطلى وأمية (١) بن غالب المورورى.
ومما يدل بوضوح على كثرة الشعراء فى زمن الدولة الأموية منذ القرن الثالث أن نجد كثيرين من الأندلسيين يعنون بالترجمة لشعرائهم منذ صدر القرن الرابع الهجرى، على نحو ما نجد عند عثمان بن ربيعة المتوفى سنة ٣١٠ واسم كتابه «طبقات الشعراء بالأندلس» وتتوالى بعده المصنفات التى تعنى بتاريخ الشعراء الأندلسيين وعرض أشعارهم مثل شعراء الأندلس لابن سعيد الكنانى المتوفى سنة ٣٢٠ وأخبار شعراء الأندلس لمحمد بن هشام الأموى فى زمن عبد الرحمن الناصر، والشعراء من فقهاء الأندلس لقاسم بن نصير المتوفى سنة ٣٣٨ وشعراء الأندلس لمحمد بن عبد الرءوف الأزدى المتوفى سنة ٣٤٣ وشعراء إلبيرة لمطرف بن عيسى الغسانى المتوفى سنة ٣٥٧ وكتاب الحدائق لأحمد بن فرج الجيانى، ومرّ بنا فى الفصل الماضى أنه ألفه للحكم المستنصر معارضا به كتاب الزهرة لابن داود البغدادى وكان ابن داود وزّع كتابه على مائه باب وأودع فى كل باب مائة بيت، فجعل ابن فرج كتابه-كما مر بنا-فى مائتى باب وفى كل باب مائتا بيت، افتخارا بذلك لأهل موطنه وبيانا لتفوقهم فى الشعر وبراعتهم فيه. وألف بعده ابن الفرضى المتوفى سنة ٤٠٣ كتابا فى أخبار شعراء الأندلس، وبنفس العنوان ألف عبادة بن ماء السماء كتابا مماثلا، وألف ابن الكتّانى «كتاب التشبيهات من أشعار أهل الأندلس» وهو نماذج من التشبيهات البديعة اختارها للشعراء الأندلسيين حتى زمنه، وقد ألممنا به فى حديثنا عن عناية الأندلسيين بالبلاغة العربية فى الفصل الماضى. وفى سرد تلك الكتب العشرة ما يدل بوضوح على كثرة الشعراء الأندلسيين كثرة مفرطة زمن الدولة الأموية.
ونمضى إلى عصر أمراء الطوائف، وقد أدّت المنافسة بينهم إلى أن يجمع كل منهم حوله كوكبة من الشعراء ولعل إمارة لم تعن بجذب الشعراء إليها كما عنيت إمارة بنى عباد بإشبيلية، فقد أكثروا من إغداقهم على الشعراء، وليس ذلك فحسب، فقد أحالوا إشبيلية
(١) انظر تراجم هؤلاء الشعراء فى المغرب وخاصة فى كتاب مدينة الزاهرة ١/ ١٩٧ - ٢١١.