وينص ابن سناء الملك فى مقدمته لدار الطراز على نسبتها إليه (١) وينشدها كاملة بين ما اختاره من الموشحات الأندلسية، وفيها يقول:
صبرت والصّبر شيمة العانى ... ولم أقل للمطيل هجرانى معذّبى كفانى
لما جنى الورد ملء كفّيه ... تشوّفت وردتان إليه
فحلّتا فى رياض خدّيه
ويقول ابن سناء الملك إن هذه الموشحة من وزن المنسرح، ما عدا نهاية القفل:
«معذبى كفانى» لأن وزنه مستفعلن فعولن، والأولى تفعيلة الرجز والثانية تفعيلة المتقارب.
وألفاظ القفل بعذوبتها كأنها اقتطعت من اللغة الأندلسية الدارجة لتخفف عن قارئها متاعبه. وصورة الورد فى خدود صاحبته تنقلنا إلى عالم شعرى حالم مكتظ برؤى بديعة.
ويلاحظ ابن سناء الملك أن موشحته:
يا ويح صبّ إلى البرق له نظر ... وفى البكاء مع الورق له وطر
من وزن البسيط أقفالا وأغصانا، وهو يضم فى الوزن الجزءين الأولين والتاليين بعضهما إلى بعض، ويقول من موشحة:
إن لم يكن إليك سبيل ... فالصّبر بالجميل جميل
والوزن فى أقفالها وأغصانها مستفعلن فعولن فعولن، فهو مكون من تفعيلة الرجز وتفعيلة المتقارب ويكثر هذا الوزن بين الوشاحين. وتكثر هذه السهولة المفرطة فى كثير من أغصان ابن بقى وخرجاته كقوله فى موشحة من وزن الرجز:
ليل طويل ولا معين ... يا قلب بعض الناس أما تلين
وقوله فى خرجة موشحة ثانية مستخدما لغة عامية كأنما تفصل من قلوب سامعيه فتؤثر فيهم تأثيرا بعيدا:
(١) راجع ديوان التطيلى ص ٢٦٩ وقارن بدار الطراز لابن سناء الملك ص ٣٤ ونسب أيضا ابن سعيد فى المغرب ٢/ ٢٥ الموشحة: ما الشوق إلا زناد إلى ابن بقى وقد أضيفت الى التطيلى فى ديوانه ص ٢٧٩ مما يدل على أن موشحات ابن بقى اختلطت بموشحات التطيلى وخاصة فى كتاب جيش التوشيح لابن الخطيب على نحو ما يلاحظ فى نسبة الموشحات الثلاث المذكورة إلى التطيلى وعنه ألحقها د. إحسان عباس بالديوان حين حققه مع إشارته إلى ذلك!