المسلمين فى كل أذان:«حىّ على» استفتاحها أى أقدم أقدم ويا خيل الله اركبى الطريق، فقد فتق الأعداء ما كان ملتئما بها، وهو الذى يرجى به لأم ما انفتق، وإنه لمعوّد النصر. وما تزال انتصاراته تتوالى وما يزال يمليها على الأيام، ويستثير حميته، ويتصور كأن جيشه يوشك أن ينقض على الأعداء فيسحقهم، ويقول إن طاعته من طاعة الله، ويتمنى على ربه العفو والرضا، وينصح الإنسان أن لا يغتر بعمره وأن يعمل لآخرته قائلا:
لا تله فى وجودك الأوّل عن ... وجودك الثانى ونهنه من لها (١)
ويقول إن للنفس وجهين: وجها يشدّها إلى عالم القدس والنور أو عالم الكمال الأعلى ووجها يشدّها إلى عالم الدنيا وشهوات الحياة، والعاقل من حرص على التمسك بسنن السنة والاقتداء بأهلها وأن لا يأخذ من الآراء إلا ما وافق أقوال الله فى فرقانه وأن يحرص على صنع الخير والعمل الصالح. ويتحدث عن قصيدته أو مقصورته وما بذل فيها من جهد فى تخير الألفاظ والمعانى، وهى-كما رأينا-مجموعة من لوحات بديعة تخلب القارئ بروعتها البيانية.