للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسبانيا الإسلامية» ومصير هذا الجزء بعد موت بروقنسال غير معروف. وجزء ثان يضم بقية إمارة عبد الرحمن الأوسط وابنه محمد (٢٣٨ - ٢٧٤ هـ‍) نشره الدكتور محمود مكى ببيروت. وجزء ثالث يضم إمارة عبد الله بن محمد (٢٧٥ - ٣٠٠ هـ‍) نشره الراهب ملتشور أنطونيا بباريس، ويعيد نشره الآن الدكتور مكى. وجزء رابع نشر بمدريد باسم الجزء الخامس نشره شالميتا مستعينا بكورينطى وصبح، ويضم الشطر الأكبر من خلافة عبد الرحمن الناصر (٣٠٠ - ٣٥٠ هـ‍). ثم جزء فى أحداث خمس سنوات من خلافة المستنصر (٣٥٠ - ٣٦٦ هـ‍) نشره ببيروت الدكتور عبد الرحمن الحجى. ويتميز ابن حيان فى المقتبس بأنه يضم فى تاريخ كل حاكم أموى إلى الأحداث المرتبة على السنوات معلومات مهمة عن شخصية الحاكم والأحوال الاجتماعية والعمرانية والاقتصادية فى عهده مع تراجم مفصلة للوزراء فى أيامه وللقواد والقضاة والعلماء والكتاب والشعراء. وبذلك يجمع المقتبس تاريخ الأندلس الثقافى والاجتماعى والعمرانى والاقتصادى إلى تاريخها السياسى. ونذكر قطعة من حديث ابن حيان فى الجزء الخاص بالناصر عن غزوته لمدينة بنبلونة قاعدة مملكة نبارّة فى بلاد البشكنس.

«فى سنة اثنتى عشرة وثلاثمائة غزا الخليفة الناصر لدين الله إلى دار الحرب- دمّرها الله-غزوته المعروفة ببنبلونة: بلد أعداء الله الكفرة البشكنس، وسلك فى سفره هذا طريق الشرق، وتمنّع من النزول إليه والغزو معه محمد بن عبد الرحمن، وكان بمدينة العسكر من أحواز (١) بلنسية، فنازل حصونه ووطئ بساطه وأوقع به. . ودخل بجموعه بلاد المشركين بنبلونة بأنفذ عزم وأوكد حزم وأقوى نيّة فى الانتقام لله تعالى ولدينه من الأرجاس (٢) الكفرة واحتلّ من أول بلدهم حصن قلهرّة، وكان العلج شانجه (٣) أميرهم-لعنه الله-قد أخلاه فأمر بهدمه وإحراق جميع ما فيه. ثم انتقل منه إلى موضع يعرف بقنطرة ألبة وكانت حوله حصون منيعة قد أخلاها الكفرة، وخلّفوا فى بسائطها (٤) جميع أمتعتهم وأطعمتهم، إذ أعجلوا عن انتقالها ولجأ علوج منهم بأهليهم وأولادهم إلى ثلاثة غيران (٥) فى شفير جرف (٦) على النهر، فلم يزل المسلمون


(١) أحواز: نواحى.
(٢) الأرجاس جمع رجس: القذر.
(٣) العلج: الكافر الفظ، وشانجه: حاكم البشكنس (٢٩٣ - ٣١٤ هـ‍).
(٤) بسائطها: أراضيها المبسوطة.
(٥) غيران جمع غار: المنخفض من الأرض.
(٦) شفير: جانب. جرف: شق الوادى.

<<  <  ج: ص:  >  >>