حركاتهن ورشاقتهن. وقد رحل عن صقلية والصلة بين أبى القاسم والدولة صلة طيبة، وبتأثير من الوشايات صودرت أمواله بعد رحيل ابن قلاقس وإقطاعاته وأغرم ما يزيد على ثلاثين ألف دينار، وزار ابن جبير الجزيرة وقد عفى عنه وعاد إلى سابق العهد به، ولذلك يقول ابن جبير عنه حينئذ إنه زعيم أهل الجزيرة من المسلمين وسيدهم. وعاد ابن قلاقس إلى القاهرة سنة ٣٦٥ قبل تولّى صلاح الدين وزارة العاضد الفاطمى فمدحه ومدح رئيس الدواوين، القاضى الفاضل، وكأنما ظن أن الأحوال فى مصر لا تزال غير مستقرة فرأى أن يزور اليمن، وربما كان الذى حبّبه فى زيارتها صديقه الرشيد بن الزبير الذى كان قد زارها وتقلّد أحكامها وقضاءها فترة كما يقول ياقوت، وفى أثناء عودة ابن قلاقس منها سنة ٥٦٧ أسلم روحه إلى بارئها بثغر عيذاب على الساحل المصرى للبحر الأحمر وهو ابن خمس وثلاثين سنة.