للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها نهائيا فى عهد الباي محمد الكبير سنة ١٢٠٥ هـ‍/١٧٩١ م. وفى عهد البايلاريك حسن عاد الإسبان بعد هزيمة شارل الخامس بقيادة الكونت دالكادوت سنة ٩٦٥ هـ‍/١٥٥٧ م وأداروا معركة عند مدينة مستغانم شرقى المرسى الكبير وسرعان ما اندحروا وقتل قائدهم وفروا إلى البحر وما وراءه، وهو ما حدث للأسطول الدانماركى سنة ١١٨٤ هـ‍/١٧٧٠ م ولحملة أدريلى الإسبانية آخر القرن الثانى عشر الهجرى.

ويذكر للبايلاريك حسن بن خير الدين أنه بسط الحكم التركى أو العثمانى على الجزائر جميعها على الساحل والجبل التلى والداخل، وكان ملوك تلمسان الزناتيون يناورونه-كما ناوروا أباه خير الدين-فتارة معه وتارة مع الإسبان، وسئم أهلها من هذا الصنيع، وأفتى مجلس علماء تلمسان بخلع الحسن آخر ملوكهم سنة ٩٦٢ فالتجأ إلى إسبانيا وبها قضى نحبه، وأظلّ الحكم العثمانى تلمسان منذ هذا التاريخ مثل أخواتها من المدن الجزائرية. وكانت تحدث أحيانا مناوشات حربية بين الجزائر والدولة العلوية فى المغرب الأقصى، ولعل أهمها ما حدث زمن إسماعيل العلوى فى سنتى ١١٠٢ هـ‍/١٦٩١ م و ١١١٤ هـ‍/١٧٠٣ م إذ باءت بالإخفاق الذريع محاولاته فى نزع إقليم تلمسان من الجزائر العثمانية.

وقد وضع البايلاريك خير الدين للجزائر العثمانية ناموس الحكم وقوانينه ورتب الدواوين وقدّر الرواتب، وخلّف حامية عسكرية عثمانية من الانكشارية، وهم جند الدولة العثمانية الذين كانت تعنى بتربيتهم تربية عسكرية إسلامية، وكانوا من الأناضول أو من رعاياها. وفى الأكثرية كانوا من سباياها فى أوربا، وكان على كل مائة منهم رئيسا يسمى الداى. وخطب الخطباء فى بلدان الجزائر باسم السلطان العثمانى وضربت السكة باسمه، وتولى أربعة بلقب البايلاريك (أمير الأمراء) حتى سنة ٩٩٥ هـ‍/١٥٨٧ م، وكانوا أشبه بحكام مستقلين يديرون شئون البلاد مع الاعتراف بسيادة السلطان العثمانى الأعظم، وحاولوا الحد من سلطان الانكشارية بتكوين فرق مجندة من العرب، وخاصة من قبائل التل وزواوة. . وأقلق استقلالهم الدولة العثمانية فى الآستانة، فرأت أن يتحول الحكم فى الجزائر من البايلاريك إلى الباشا وظل عهد الباشوات حتى سنة ١٠٦٩ هـ‍/١٦٥٩ م وكان الباشا يولّى لمدة ثلاث سنوات، وقد تجبره الانكشارية ورؤساؤها إلى العودة قبل ذلك، مما جعل مددهم قصيرة وحاولوا لذلك جمع ثروات طائلة، وثار عليهم الأغوات من قادة الانكشارية فاستولوا على أزمة الحكم ولم يعد للباشوات إلا بعض المهام التشريفية حتى سنة ١٠٨١ هـ‍/١٦٧١ م واختل الأمن فى هذا العهد، واغتيل الأغوات جميعا، واغتصب السلطة رؤساء الانكشارية المعروفين باسم الدايات حتى الاحتلال الفرنسى سنة ١٢٤٥ هـ‍/١٨٣٠ م واختفت الباشوات فلم يعد الباب العالى العثمانى يولى منهم أحدا، إذ أصبح الداى الذى ينتخبه رؤساء الانكشارية الحاكم المطلق فى الجزائر،

<<  <  ج: ص:  >  >>