منظومة السراج لعبد الرحمن الأخضرى التى الفها سنة ٩٣٩ هـ/١٥٣٢ م وقد شرحت مرارا وطبعت فى مصر مع شرح لها من تأليف سحنون الراشدى. وفى العهد العثمانى ألف محمد الصخرى الجزائرى سنة ١٠٤٣ هـ/١٦٣٣ م كتابا فى علم الأسطرلاب سماه:«القلادة الجوهرية فى العمل بالصفيحة العجمية» جعله فى مقدمة وخمسة عشر بابا وخاتمة، ولعبد الرزاق بن حمادوش المتوفى حوالى سنة ١١٧٠ هـ/١٧٥٦ م مؤلف فى علم الفلك وآخر فى علم الأسطرلاب.
ومنذ نظم عبد الله بن الحجاج بن الياسمين المغربى المتوفى سنة ٦٠١ هـ/١٢٠٤ م منظومة الياسمينية فى الجبر والمقابلة وكذلك منذ ألف أبو العباس بن البناء المراكشى المتوفى سنة ٧٢١ هـ/١٣٢٦ م كتابه:«تلخيص أعمال الحساب» وعلماء الجزائر يتدارسون العملين للطلاب ويشرحونهما، وللفقيه سعيد العقبانى التلمسانى المتوفى سنة ٨١١ هـ/١٤٠٨ م شرح على كل منهما، ولمعاصره ابن قنفذ القسنطينى شرحان على تلخيص ابن البناء سمى أحدهما شرح التلخيص ويقال «التمحيص فى شرح التلخيص» وسمىّ الثانى: «حطّ النقاب عن وجوه أعمال الحساب». وممن شرح التلخيص معاصرهما على بن موسى البجائى المتوفى سنة ٨١٦ هـ/١٤١٤ م ونظم ابن مرزوق الحفيد المتوفى سنة ٨٤٢ هـ/١٤٣٨ م كتاب التلخيص شعرا. ونزل البلاد المغربية القلصادى على بن محمد القرشى الغرناطى المتوفى ببجاية سنة ٨٩١ هـ/١٤٨٦ م وكان رياضيا كبيرا وظل المغاربة يتداولون كتبه وخاصة كتابه:«كشف الجلباب عن علم الحساب». وفى أواخر النصف الأول من القرن العاشر الهجرى عنى عبد الرحمن الأخضرى القسنطينى بعلمى الحساب والفرائض وألف فيهما منظومة سماها «الدرة البيضاء» طبعت مع شرحها بمصر.
ويبدو أنه كان للهندسة حظ غير قليل من الجزائريين. وقد مر بنا فى الفصل الماضى كيف أن عالما تلمسانيا رياضيا ومهندسا كبيرا فى زمن أبى حمو موسى الثانى (٧٦٠ - ٧٩١ هـ) هو أبو الحسن على المعروف بابن الفحام اخترع ساعة دقاقة عجيبة فى أعلاها أيكة تحمل طائرا معه فرخاه احتضنهما تحت جناحية وثعبان خارج من كوة يخاتله فيهما، وقمر تكتمل دورته كل تمام ساعة أمام باب مغلق فيفتح وينقضّ منه عقابان وينهش الثعبان أحد الفرخين فيصفر الطائر أبوه. ويفتح باب الساعة الذهبية، وتتراءى جارية جميلة بيدها صحيفة تعلن رقم الساعة، والساعة تدق. ومن المهندسين المهمين فى القرن التاسع الهجرى الفلكى المار ذكره الحباك، وله كتاب فى شكل من الأشكال الهندسية هو الربع المجيب يقول فى مقدمته:«لما كان الربع المجيب أحسن الآلات شكلا وأحقها عملا وأخفها حملا، مع استخراج الأعمال منه لجميع العروض للوقت المفروض هجس فى خاطرى أن أقيد عليه رسالة تذكرة لنفسى ولمن شاء الله من جنسى» وقد جعله-كما يقول الدكتور أبو القاسم سعد الله-فى مقدمة وعشرة أبواب تناول فيها الجيب وجيب التمام والسهم والقوس والقطر والدائرة والارتفاع