للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أثبت لابن الزّبعرى قصيدته التى قالها فى نفس اليوم (١)، والتى يقول فيها:

ليت أشياخى ببدر شهدوا ... ضجر الخزرج من وقع الأسل (٢)

حين ألقت بقباء بركها ... واستحرّ القتل فى عبد الأشلّ (٣)

فقبلنا النّصف من سادتهم ... وعدلنا ميل بدر فاعتدل (٤)

وأيضا فإنه أثبت لأبى عزّة ميمية يحرّض فيها بنى كنانة (٥)، وقال عن هبيرة بن أبى وهب: إنه كان شديد العداوة لله ولرسوله، وهو الذى يقول فى يوم أحد (٦):

قدنا كنانة من أكناف ذى يمن ... عرض البلاد على ما كان يزجيها (٧)

قالت كنانة: أنّى تذهبون بنا ... قلنا: النّخيل، فأمّوها وما فيها (٨)

وكان فى الطرف المقابل حسان وكعب وابن رواحة، وحسان أشعر الثلاثة، يقول ابن سلام: «وهو كثير الشعر جيده»، ويقال إن أول ما جرى به لسانه حين سلّه على قريش هذه الأبيات يتحدّى بها أبا سفيان بن الحارث (٩):

هجوت محمدا فأجبت عنه ... وعند الله فى ذاك الجزاء

فإن أبى ووالده وعرضى ... لعرض محمد منكم وقاء

أتهجوه ولست له بكفء ... فشرّكما لخيركما الفداء


(١) ابن سلام ص ١٩٨ وما بعدها.
(٢) أشياخه ببدر: من قتلوا بها من مشركى قريش. الأسل: الرماح.
(٣) قباء: موضع بضواحى المدينة. ألقت الحرب بركها: حمى وطيسها. استحر القتل: اشتد وكثر.
(٤) قبلنا النصف: انتصفنا بمن قتلناه منهم لقتلى بدر.
(٥) ابن سلام ص ٢١٣.
(٦) ابن سلام ص ٢١٥.
(٧) الأكناف: النواحى. ذو يمن: موضع قريب من مكة. يزجى: يسوق ويدفع.
(٨) يريد بالنخيل المدينة لكثرته فيها. أموها: قصدوها.
(٩) أغانى ٤/ ١٣٩ والاستيعاب لابن عبد البر ص ١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>