للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلمسان، وينتهى القسم الأول فى الكتاب، ويتبعه بأربعة أقسام فى السياسة وفى طرف من الأخبار والنوادر من النثر والشعر. ونشر الباب السابع من القسم الأول الخاص بتاريخ ملوك بنى زيان حتى عصر المتوكل (٨٦٦ - ٨٧٣ هـ‍) الدكتور محمود بوعياد محققا له ومعلقا عليه ومقدما له.

ونمضى إلى العهد العثمانى فيكتب إبراهيم المرينى البجائى كتاب عنوان الأخيار فيما مر على بجاية من الأخبار فى القرن العاشر الهجرى مؤرخا ما مرّ بها من الأحداث فى استيلاء العثمانيين عليها بعد استيلاء الإسبان، ويكتب معاصر له يسمى بركات الشريف كتابا يصور فيه هزيمة شارل الخامس أمام مدينة الجزائر واستيلاء خير الدين (برباروس) عليها ويتحدث عنه وعمن خلفه من ولاة العثمانيين فى القرن العاشر الهجرى. والكتابان المذكوران لم ينشرا حتى الآن. ويستولى محمد بكداش على مدينة وهران من يد الإسبان سنة ١١١٩ هـ‍/١٧٠٨ م فيكتب محمد ميمون عنه وعن هذا الفتح كتابا باسم: التحفة المرضية فى الدولة البكداشية، ويستعيدها الإسبان سنة ١١٤٥ هـ‍/١٧٣٣ م ويستردها الباي محمد الكبير سنة ١٢٠٥ هـ‍/١٧٩١ وتنطم فى فتحه لها قصائد كثيرة.

وتكتب فى السيرة النبوية مؤلفات كثيرة فى العصور المتأخرة وربما كان أهمها عنوان الأنوار فى آيات النبى المختار لعبد الرحمن الثعالبى المتوفى سنة ٨٧٥ هـ‍/١٤٧٠ م وتنظم فى الرسول مدائح كثيرة تتناول سيرته وتشرح شروحا مطولة، ولأحمد البونى فى العصر العثمانى سيرة نبوية بديعة باسم تنوير السريرة بذكر أعظم سيرة.

ومنذ القرن السابع الهجرى تتكاثر كتب التراجم عن العلماء فى البلدان الكبرى بالجزائر، ومما نشر منها كتاب «عنوان الدراية فيمن عرف من العلماء فى المائة السابعة ببجاية» لأحمد الغبرينى المتوفى سنة ٧٠٤ هـ‍/١٣٠٥ م وبينهم كثيرون من علماء المائة السادسة.

ويكتب محمد بن مرزوق جد المرازقة المتوفى سنة ٧٨٠ هـ‍/١٣٧٩ م كتابا عن السلطان أبى الحسن المرينى باسم «المسند الصحيح الحسن فى مآثر ومحاسن مولانا أبى الحسن» انتهى منه سنة ٧٧٢ هـ‍/١٣٧١ م لخص فيه تاريخ الدولة المرينية ثم أرّخ لأبى الحسن تاريخا مفصلا. ولا نبالغ إذا قلنا إن أروع ما خلفه الجزائريون فى التراث العربى التاريخى والحضارى كتاب تخريج الدلالات السمعية على ما كان فى عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلم من الحرف والصنائع والعمالات الشرعية لأبى الحسن على الخزاعى التلمسانى المتوفى سنة ٧٨٩ هـ‍/١٣٨٨ م والكتاب نفيس إلى أبعد حد، إذ يصور تاريخ الحضارة الإسلامية فى أقدم عهودها وما يتصل بها فى عهد الرسول وصدر الإسلام من الأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية، والكتاب بحق مفخرة من مفاخر علماء الجزائر فى العصور الماضية.

<<  <  ج: ص:  >  >>