وبعده حتى العهد العثمانى بشعراء كثيرين، ومن كبارهم ابن قنفذ القسنطينى المتوفى سنة ٨٠٩ وله أشعار دينية، وابن مرزوق الحفيد التلمسانى المتوفى سنة ٨٤٢ وله منظومات تعليمية كثيرة، والصوفى الكبير إبراهيم التازى المتوفى سنة ٨٦٦ وله أشعار صوفية بديعة، والرياضى المشهور محمد بن أحمد الحباك المتوفى سنة ٨٦٧ وله منظومة فلكية فى الأسطرلاب، وأبو عبد الله بن البناء وله غزل بديع. وأحمد بن عبد الله الجزائرى المتوفى سنة ٨٨٤ وله منظومة فى علم التوحيد ومرثية بديعة لأستاذه عبد الرحمن الثعالبى، ومحمد بن يوسف السنوسى المتوفى سنة ٨٩٥ وله منظومتان فى علم التوحيد باسم السنوسية الكبرى والسنوسية الصغرى، ومحمد بن عبد الجليل التنسى مؤرخ دولة بنى زيان المتوفى سنة ٨٩٩ وله مدحة طويلة فى الأمير الزيانى المتوكل وأبنائه ختم بها تاريخه، وكان يعاصره الشهاب بن الخلوف القسنطينى المتوفى أيضا سنة ٨٩٩ شاعر السلطان الحفصى أبى عمرو عثمان، وعاصرهما محمد بن عبد الرحمن الحوضى المتوفى سنة ٩٠٠ ويشتهر بمرثية له فى أستاذه السنوسى، وله غزل ومديح نبوى وغير نبوى، وكان يعاصره محمد بن عبد الكريم المغيلى المتوفى سنة ٩٠٩ وله-كما أسلفنا- قصيدة مشهورة أرسل بها إلى السيوطى فى الدفاع عن علم المنطق وضرورة تعلمه. ومن معاصريه إبراهيم بن أحمد الفجيجى صاحب قصيدة فى الصيد مشهورة، وعنى ابن أخيه بشرحها سنة ٩٨٦ وسمى شرحه:«الفريد فى تقييد الشريد» وسنعرض للقصيدة وشرحها فى غير هذا الموضع. ونمضى إلى العهد العثمانى ونلتقى فى القرن العاشر الهجرى بمحمد بن على بهلول المجاجى المتوفى سنة ١٠٠٢ وله شعر صوفى كثير ومنظومات علمية، ولتلميذه أحمد المانجلاتى مرثية بديعة فيه وتنسب خطأ إلى سعيد قدورة، وللمانجلاتى مديح نبوى كثير وديوانان وموشحات. ونلتقى بعبد الرحمن بن موسى المتوفى سنة ١٠١١ وله قصائد متوسطة فى الحث على الجهاد وفى الاستغاثة بالله ورسوله. وكان يعاصره محمد بن عبد الرحمن البونى المتوفى سنة ١٠١٨ وله شعر كثير فى الخمر، وتلاهم أحمد المقرى صاحب نفح الطيب المتوفى سنة ١٠٤١ وكان يعاصره يحيى بن أبى راشد وله أشعار فى الجهاد وفى وصف مدينة تلمسان، ومحمد بن رأس العين المتوفى حوالى سنة ١٠٦٠ وهو من شعراء الموشحات والهزل والمجون. وجاء فى إثره عبد الكريم الفكون صاحب منشور الهداية فى نقد المتصوفة المتوفى سنة ١٠٧٣ وله ديوان فى المديح النبوى. وكان يعاصره محمد القوجيلى المتوفى سنة ١٠٨٠ وله مديح ورثاء وغزل. ويلقانا فى القرن الثانى عشر الهجرى محمد بن أحمد البونى المتوفى سنة ١١١٦ وله منظومات علمية كثيرة كثرة مفرطة، ومحمد بن محمد بن على مفتى الجزائر الحنفى وله شعر كثير فى جهاد الإسبان وانتصار بكداش عليهم وفتحه لوهران سنة ١١١٩ هـ/١٧٠٨ م وقد قيلت فيه وفى هذا الفتح مدائح لشعراء جزائريين كثيرين سجلها ابن ميمون فى كتاب له سماه «التحفة المرضية». ومن شعراء هذا القرن أيضا أحمد بن عمار المفتى المالكى المتوفى فى أوائل