التلمسانى المتصوف المتوفى سنة ٦١٤ ومحمد بن على بن حماد القلعى المشهور بمراثيه للدولة الحمادية المتوفى سنة ٦٢٨.
وتتقاسم الجزائر-منذ العقد الثالث فى القرن السابع الهجرى-الدولة الحفصية فى الشرق: قسنطينة وبجاية وما إليهما، ودولة بنى زيان أو بنى عبد الواد فى الغرب: تلمسان وما إليها. وينزلها من صوفية الأندلس ابن سبعين نزيل بجاية، كما ينزلها أبو الحسن الششترى، ويقال إنه تتلمذ لأصحاب أبى مدين شعيب ومريديه واعتنق طريقته الصوفية، ولقى ببجاية ابن سبعين وأعجب به ولزمه فترة، ورحلا إلى المشرق. وكان لهما ولمن سبقهما من صوفية الأندلس إلى النزول بالجزائر وكذلك لشيوع الطرق الصوفية وانتشارها بها أثر عميق فى موجات التصوف التى عمت فى البلاد المغربية جزائر وغير جزائر، ونلتقى-منذ هذا القرن-بشعر صوفى كثير على ألسنة الجزائريين. وظلت الدولتان: الحفصية والزيانية تتقابلان فى الجزائر طوال ثلاثة قرون، ومن الشعراء لعهدهما فى القرن السابع الهجرى عبد الله بن نعيم الشاعر الصوفى المتوفى سنة ٦٣٦ ومحمد بن أحمد الأريسى وله غزليات وخمريات، وعبد الله بن محمد بن علوان وهو من شعراء المديح النبوى ومحمد بن يحيى بن عبد السلام وهو من شعراء المديح، ومحمد بن الحسن القلعى المتوفى سنة ٦٧٣ وهو من شعراء الزهد والمديح النبوى وعبد الحق بن ربيع الصوفى المتوفى سنة ٦٧٥. وكل هؤلاء الشعراء بجائيون، ومثلهم عبد المنعم بن محمد الغسانى نزيل بجاية وهو من أهل مدينة الجزائر وله مشاركة فى المديح النبوى توفى سنة ٦٨٠ وإبراهيم بن أحمد بن الخطيب الشاعر الصوفى وعبد الرحمن بن أبى دلال وهو من شعراء المديح. ومن شعراء تلمسان عفيف الدين التلمسانى الصوفى المتوفى بدمشق سنة ٦٩١ وأبو العيش الخزرجى محمد بن عبد الرحيم وله فى التصوف شعر كثير.
ويفتتح القرن الثامن بمحمد بن محمد العطار ودواوينه النبوية المتوفى سنة ٧٠٧ وهو من مدينة الجزائر، وكان يعاصره فى تلمسان ابن خميس المتوفى سنة ٧٠٨ وله شعر تصوف وزهد ومديح كثير، وعاصره فى مليانة أحمد بن على المليانى المتوفى سنة ٧١٤ وله فخر بديع، ومن شعراء هذا القرن محمد بن عمر المليكشى من مدينة الجزائر المتوفى سنة ٧٤٠ وله غزليات متنوعة، وابن مرزوق الخطيب المتوفى سنة ٧٧٠ وله مدائح نبوية وغير نبوية وابن أبى حجلة التلمسانى نزيل القاهرة المتوفى سنة ٧٨٠ ومعاصره يحيى بن خلدون شاعر أبى حمو موسى الثانى ومؤرخ الدولة الزناتية المتوفى فى نفس السنة. ويزدهر شعر المولديات الذى ينشد فى مولد الرسول صلّى الله عليه وسلم ومن كبار ناظميه شاعرا الدولة محمد بن يوسف الثغرى ومحمد بن أبى جمعة التلالسى. ومن شعراء القرن أيضا الأمير الزيانى أبو حمو موسى الثانى (٧٦٠ - ٧٩١ هـ) وله شعر فخر كثير وكان ابنه أبو زيان محمد شاعرا، توفى سنة ٨٠١. ونلتقى فى القرن التاسع