للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فأنت بلسمها المداوى الشافى. ويقول إن البلاد جميعا تطيعك فأرح الجياد التى طالما أتعبتها وأقرّ السيوف فى أغمادها وعش قرير العين مطمئن البال. وله فيه من أخرى أشاد فيها بتلمسان ومشاهدها إشادة بديعة، وفيه وفى قبيلته بنى عبد الواد يقول:

فرسان عبد الواد آساد الوغى ... حاموا الذّمار أولو الفخار الأطول

وإذا أمير المؤمنين رأيته ... فالثم ثرى ذاك البساط وقبّل

بشرى لعبد الواد بالملك الذى ... خلصوا به من كل خطب معضل

وكفاهم سعدا أبو حمّو الذى ... يحمى حماهم بالحسام الفيصل

وبحسن نيّته لهم وبجدّه ... وبسعده وبسعيه المتقبّل

ذو الهمّة العليا التى آثارها ... حلّت به فوق السّماك الأعزل

وهو يشيد بفرسان قبيلة عبد الواد أسد الحروب أصحاب الفخار العظيم الذين يحمون الحمى، وإذا رأيت أمير المؤمنين فقدم له كل ما يمكن من تجلة، وبشرى لعبد الواد ملكهم الذى خلصهم من كل ما ألم بهم من خطوب خطيرة، ويكفيهم سعدا أنه أبو حمو حامى حماهم بشجاعته الباسلة وهمته القعساء التى حلّت به فوق نجم السماك المصعد فى السماء. وكان ما يزال ينظم مولديات فى احتفال أبى حمو بليلة المولد النبوى وكان يستطرد فيها إلى مديحه دائما بمثل قوله فى إحداها:

ظفر التّقى والعدل من موسى الرّضا ... بالجوهر الفرد الذى لا يتأم

يا أيها الملك التقىّ ومن له ... شرف على سمك السّماك مخيّم

أعطيت بالعدل الخلافة حقّها ... فملوكها فى حقها لك سلّموا

جود وإحسان وقصد فى الهدى ... حسن وعقد فى التقى مستحكم

وتواضع يعلى وقدر يعتلى ... وندى يد تهمى وبشر يبسم

والحلم أوسع والجناب مؤمّل ... والعزّ أمنع والسجيّة أكرم

وهو يقول إن التقى والعدل جميعا ظفرا من أبى حمو بالجوهر الفرد الذى لا نظير له، وإن تقاه ليخلع عليه شرفا يسمو به فوق نجم السماك الأعلى، وبالمثل عدله الذى يسبغ على الخلافة جميع حقوقها مما جعل ملوكها يسلّمون لك عن يد، وهذا أنت جود وإحسان وهدى وتقى وتواضع ومكانة كبيرة وكرم يهمى ويهطل وبشر يبسم وحلم أوسع وكنف مؤمّل وعز منيع وسجايا كريمة. ويظل يرصف له فضائل كريمة كثيرة. ويتحول الثغرى بعد أبى حمو الثانى شاعرا لابنه أبى تاشفين (٧٩١ - ٧٩٥ هـ‍) وينشده مولديات يستطرد فيها إلى مديحه من مثل قوله فى الاحتفال بليلة سابقة لليلة المولد الشريف:

<<  <  ج: ص:  >  >>