للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأحسن من قدّ الفتاة وخدّها ... قدود العوالى أو خدود الصوارم (١)

وأما صهيل السابحات لدى الوغى ... فأشجى لدينا من غناء الحمائم

إذا نحن جرّدنا الصوارم لم تعد ... لأغمادها إلا بحزّ الغلاصم (٢)

وهو يقول عن نفسه وقومه إذا كان الناس يهيمون بالحسان الجميلات فإننا لا نهيم إلا بالعلياء والمجد والشرف، وإن بروق السيوف المشرفيات والرماح لأحب إلينا من بروق المباسم الفاتنة، وأحسن عندنا من قدّ الفتاة وقوامها وخدها الجميل قدود الرماح وخدود السيوف الصوارم القاطعة، وإن صهيل الخيل فى الحرب لأشجى عندنا من غناء الحمائم الذى طالما تغنى به الشعراء، وترانا فى الحرب إن نحن شهرنا السيوف لم تعد لأغمادها إلا بحزّ الغلاصم والرقاب، ويمضى فى القصيدة قائلا:

ألا أيها الآتى لظلّ جنابنا ... نزلت برحب فى عراص المكارم (٣)

وقوبلت منا بالذى أنت أهله ... وفاض عليك الجود فيض الغمائم

بهمّتنا العليا سمونا إلى العلا ... وكم دون إدراك العلا من ملاحم

وهو يبشر من ينزل بجنابهم وفى كنفهم أنه ينزل برحب أو واسع فى عرصات أو ساحات المكارم ويقابل بما يليق به، ويفيض عليه الجود فيض السحاب الهاطل. ويقول إنهم لذوو همم عالية سمت بهم إلى العلا وكم دون إدراكها والحصول عليها من ملاحم وحروب طاحنة، ويقول مفاخرا فى انتصار له على الدولة المرينية:

لقد نهضت بعون الله متّكلا ... على الإله ومن يرجموه لم يخب

بعسكر لجب ضاق الفضاء به ... كالبحر أعظم به من عسكر لجب

من كل ليث شجاع فارس بطل ... حامى الذّمار من الأعجام والعرب (٤)

على سوابق خيل ضمّر عرب ... تزهى بحليتها كالخرّد العرب (٥)

بها وطئنا بلادا لا سبيل لها ... وما أردنا تناولناه من كثب (٦)

وهو يقول إنه نهض لحرب المرينيين مستعينا بربه متكلا عليه راجيا النصر منه، ومن يرجوه لا يخيب رجاؤه، وقد نازلهم بعسكر كثير ضاق الفضاء به، وكأنه بحر زاخر بالليوث الشجعان والفرسان الأبطال حماة الذمار من العجم والعرب، يركبون إلى الحرب خيولا ضامرة نجيبة


(١) العوالى: الرماح. الصوارم: السيوف.
(٢) الغلاصم جمع غلصمة: ملتقى اللهاة والمرى. وهى تقطع مع الرقبة.
(٣) عراص جمع عرصة: الساحة.
(٤) الذمار: الحمى وما يحميه الإنسان من الأهل والولد.
(٥) الخرد جمع خريدة: الجميلة. عرب: معجبة بنفسها.
(٦) كثب: قريب.

<<  <  ج: ص:  >  >>